"مروة" تخلق الأمل من على كرسي متحرك في سوهاج
مروة محمد عيسى
من فوق كرسيها المتحرك تجول بين مديرية القوي العاملة والهجرة بسوهاج، تباشر مهام عملها المتمثل في تحرير العقود الخاصة بعمال المخابز، وتعريف العامل حقوقه وواجباته، إلى جانب إشهار اللوائح للشركات والمحال التجارية والجمعيات الأهلية على مستوى حي شرق، تساعد على تمكين من يلجأ إليها من ذوي الإعاقة كناشطة في مجال حقوقهم.
ترى مروة العالم بعين الإرادة والتفاؤل، فتغير بنظرتها حياة الكثير من تلك الفئة كرسالة منها إلى المجتمع: "نحن نستطيع أن نعيش الحياة مثلكم".
لم تستسلم مروة محمد عيسى، لإصابتها بشلل الأطفال في عمر ثلاثة أشهر نتيجة تطعيم فاسد، دعمتها أسرتها في رحلتها بالعلاج الطبيعي، تعايشت الصغيرة مع إعاقتها، كلما تعثرت في طريق نجاحها قليلا انتشلتها والدتها من السقوط، مارست هواية التطريز بأنواعه ووجدت فيه ملاذًا آمنا للهروب من صخب العالم ومعاناتها اليومية، وبحسب روايتها لـ"الوطن" أحبت دراسة اللغة الإنجليزية حتى تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة سوهاج وكانت من الأوائل بكليتها طوال سنوات الدراسة.
حصلت على تدريبات كمبيوتر وجرافيك وتعلمت التطريز والحياكة من المعهد الفرنسي بالقاهرة
اجتهادات شخصية من خلال تدريبات الكمبيوتر والجرافيك والموضة والتطريز والحياكة من المعهد الفرنسي بالقاهرة، إضافة إلى دورات في اللغة الإنجليزية في جميع المستويات لتنمية مهاراتها اللغوية وتدريبات في مجال التنمية البشرية وريادة الأعمال، خطوات قطعتها الدكتورة مروة بمفردها لعبور بوابة تمكين ذوي الإعاقة، "من بداية 2009 بدأت أخوض تجربة دعم وتمثيل ذوي الإعاقة في الفعاليات المختلفة، اتعرفت على جميع القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بيهم، وسافرت ممثلة عن مصر في مؤتمرات كتير لدعم الفئة دي في ألمانيا وروسيا وإنجلترا وإسبانيا واليونان وأبو ظبي والأردن".
تسير مروة مع ذوي الإعاقة في محافظتها خطوة بخطوة لاكتشاف مواهبهم وإزالة غبار اليأس الناتج عن الإعاقة عنهم، أسست جمعية "تمكين" لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتنمية المجتمع والتدريب بسوهاج وذلك للدفاع عن قضاياهم وخاصة المرأة ذات الإعاقة بسوهاج: "المرأة عندنا بتعاني كتير من إهدار لحقوقها خاصة إنها عايشة في مجتمع فيه عادات وتقاليد مختلفة، وإحنا دورنا من خلال الجمعية تغيير نظرة المجتمع تجاه ذوي الإعاقة والتوعية بحقهم في الحياة والزواج والتعليم والرياضة"، فبدأت تعليم السيدات، خاصة، حرف مختلفة لتأهيلهم وتمكينهم اقتصاديًا.
مروة: زوجي دعمني وآمن بيا وأسست أكاديمية فاشون خاصة بيا
لزوجها دور كبير في مشوار نجاحها، آمن بها ودعمها وشجعها على العمل، حتى استمدت قوتها منه وإلى جانب عملها الحكومي، أسست أكاديمية فاشون لتعليم فن الأزياء والتطريز والإكسسوارات والكروشية والصناعات التراثية، لدعم ريادة الأعمال للشباب من الجنسين وتعليمهم حرف متنوعة للبدء في عمل مشاريع خاصة بهم.
دور خفي لعبته الزوجة الأربعينية والأم لطفلين، لإنشاء لجنة الكشف الطبي لذوي الاعاقة للحصول على السيارات المجهزة طبيا بمحافظة سوهاج وإنشاء أماكن للانتظار لركن سيارات ذوي الاعاقة في ميدان الثقافة بسوهاج و يعتبر الأول من نوعه على مستوى الصعيد بعد القاهرة، وذلك من خلال مخاطبة وزير الصحة والحصول على الموافقة بتنفيذ الفكرة، بحسب روايتها.
ليست الحرف اليدوية وتمكين المرأة من ذوي الإعاقة هي المهمة الوحيدة التي وضعتها مروة على عاتقها تجاه أهل محافظتها، بل شاركت في مبادرة لمحو أمية القراءة بطريقة برايل ونشر التوعية بأهميتها في صعيد مصر، وتركت بصماتها في فعاليات مبادرة باسم "حاول تفهمني" والتي تهدف إلى تعليم ونشر لغة الإشارة للتواصل مع ذوي الإعاقة السمعية.
"المتحف لنا" مبادرة دشنتها السيدة الأربعينية من خلال جمعية تمكين لذوي الإعاقة بالتعاون مع وزارة الآثار ومتحف سوهاج القومي: "علمنا العاملين في المتحف إزاي يتعاملوا مع الزائرين من ذوي الإعاقة وقدمنا هدية كرسي متحرك متاح لأي زائر محتاجه، لتسهيل الثقافة والمعرفة على هذه الفئة".