الدروس الخصوصية تهرب من السنتر إلى المنازل.. وأمهات: ندفع أكتر بس نطمن
نجلاء: أغلى بس أمان.. وفاء: شر لابد منه
الدروس الخصوصية
لأعوام عديدة، تهافت أولياء الأمور على حجز مقاعد أبنائهم في السناتر الخاصة للمواد المختلفة، والتي كانت تتطلب اختبارات قبول ومبالغ كبيرة، ما يجعلها ضغطا كبيرا على الطلاب وأسرهم، وهو ما اتخذته وزارة التربية والتعليم كمهمة خاصة لها قبيل بداية العام الدراسي الجديد.
"الدروس الخصوصية لن تفيد تعليميا ولن تساعد على حل الامتحانات الجديدة، وهي إهدار للوقت والمال".. تدوينة سابقة، كتبها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، والتعليم الفني، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في يوليو الماضي، لحث أولياء الأمور على الامتناع عن الدروس الخصوصية، وبالتزامن مع ذلك أجرت الوزارة بالتنسيق مع الجهات المعنية حملات لإغلاق السناتر في مختلف أنحاء الجمهورية.
وتحدث الوزير عن تفعيل مجموعات التقوية داخل المدارس لمحاربة الدروس الخصوصية، بجانب تنوع مصادر التعلم، من تنظيم مجموعات تقوية لصفوف النقل تحت إشراف المدرسة، بهدف تحسين المستوى الدراسي للطلاب لتلبية متطلبات العملية التعليمية على أن يحدد مقابل مادى مناسب.
ومع إغلاق السناتر وتكثيف تلك الحملات مؤخرا وارتفاع المخاوف من بداية الموجة الثانية من جائحة كورونا بالشتاء المقبل بالتزامن مع بداية العام الدراسة، اتجه أولياء الأمور للطلاب بالمراحل الدراسية المختلفة إلى نقل الدورس الخصوصية للمنازل.
أولياء الأمور ينقلون الدورس الخصوصية من السناتر للمنازل: أمان وصحة
"أنا كنت قلقانة جدا من السناتر لأنه صعب التحكم في العدد، فكلمت المدرسين يجوا البيت".. اتجهت نجلاء علي، والدة لطفلين أحدهما بالصف الثالث الثانوي والآخر بالإعدادية، لإقامة الدروس الخصوصية في منزلها بحضور أبنائها فقط، حيث كان ذلك شرطها الأول في حديثها مع المدرسين، قائلة: "مش مهم أدفع أكتر، بس المهم أحافظ على ولادي".
وترى "نجلاء"، أن ذلك هو الحل الأسلم لحماية أبنائها من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا أو أي أمراض أخرى "لأن الفترة دي صعبة جدا"، ولصعوبة الالتزام بالإجراءات الاحترازية الصحية في السناتر لزيادة الأعداد وتهافت أصحابها على المال في المقام الأول.
وشاركتها في الفكر نفسه، شيماء حسين، والدة 3 أبناء بالمراحل التعليمية الثلاثة، والتي قررت استمرار أبنائها في المواد الصعبة من الرياضيات والعلوم، بالدروس الخصوصية في المنازل مع عدد محدد من أصدقائهم، قائلة إن ذلك هو الأفضل بالنسبة لهم لحمايتهم من أي أمراض أو أضرار في الوقت الحالي، فضلا عن خوفها من إغلاق السنتر في أي وقت وتعطلهم عن الدراسة.
وتابعت: "يعني بردو مش مضمون لو حد من الأولاد أو المدرس نفسه تعبان، بس نص العمى ولا العمى كله، السنتر هيكون كأني برميهم للأمراض، وهدفع أكتر وخلاص علشانهم، وهقضي اليوم بين الدروس رايح جاي".
ورغم رؤية وفاء السيد، والدة توأم بالثانوية العامة، أن تلك الملامح التي أعلن عنها وزير التعليم في العام الدراسي الجديد، ستقضي تدريجيا على الدروس الخصوصية، لكنها شبهتها بـ"شر لابد منه"، حتى يتمكن الطلاب من الدراسة والمرور من مرحلة "عنق الزجاجة".
بعد تجربة الثانوية العامة الماضية، قررت "وفاء" أن يتلقى أبناؤها دروسهم بالمنزل سواء لديها أو في منازل أصدقائهم بالمنطقة السكنية نفسها، لحمايتهم من الأمراض وتجنب الخوف من إغلاق السناتر المخالفة، قائلة: "كنت عاملة جمعية علشانهم، وهزودها دلوقتي أكتر كمان لأن كده الحصة هتزيد مش أقل من 40 جنيه للمادة الواحدة، بس هم الأهم".