السيول ليست دائما كارثة.. مشروعات زراعية للاستفادة منها في الصحراء
بحيرات جبلية
رغم خطورة السيول على الأرواح والممتلكات في الوادي والدلتا والعديد من المدن في سيناء والبحر الأحمر ومطروح، إلا أنها تمثل الأمان للبدو والسكان المحليين في سيناء وجبال البحر الأحمر ومطروح، من قحولة الصحراء التي تندر فيها المياه، حيث يعتمد الأهالي على الآبار الجوفية في تأمين المياه لأغراض الشرب والزراعات المحدودة "التين والزيتون والشعير والنباتات الطبية والعطرية"، كما يستغلها البدو في شرب الماشية والأغنام والماعز الآبل.
ويقول الدكتور سيد خليفة، مدير المركز العربي للمناطق الحارة والجافة "اكساد"، في مكتب القاهرة إن السيول والأمطار أحد الجوانب الإيجابية للتغيرات المناخية التي يمكن للحكومة الاستفادة منها في تعزيز القدرة والسعة التخزينية من المياه للآبار في العديد المناطق من خلال مشروعات حصاد المياه الزائدة التي يقوم المركز بتنفيذها بالتعاون مع وزارة الزراعة وبرنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية ومنظمة الفاو.
وأكد نجاح المركز العربي "أكساد" في تنفيذ سلسلة من الآبار الجوفية تصل إلى 1009 منشآت لحصاد مياه الأمطار في محافظة مطروح تنوعت ما بين إنشاء آبار جديدة وإعادة تأهيل للآبار الرومانية المنشأة منذ العصر الروماني والتي فقدت قدرتها على خزن الماء مع الزمن وذلك بسعة تخزينية اجمالية بلغت 170 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب تكفي لتغطية حاجات الشرب السنوية لعدد 10 آلاف و350 مواطناً وتلبية احتياجات مياه الشرب وتحسين إنتاجية التين والزيتون.
وأشار إلى أن العام الماضي شهد ملء جميع الآبار في مطروح ضمن منظومة حصاد مياه الأمطار للاستفادة منها في التنمية الاجتماعية بالمنطقة وتحسين الأوضاع المعيشية.
وأكد "خليفة" أهمية التعاون بين وزارة الزراعة والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"، من خلال التوسع في إقامة المزارع الإرشادية البالغة أكثر من 125 مزرعة إرشادية تعتمد بشكل رئيسي على مياه الأمطار فى الري بمساحة 375 فدانا وتزويدها بالمدخلات الزراعية من أسمدة ومبيدات ومغذيات وأدوات تقليم ورش وآلات رش وآلات عزيق ومناشير آلية إلى جانب إنشاء 25 شبكة تنقيط بكافة مشتملاتها لعدد 25 مزرعة بإجمالي مساحة 75 فدانا لتعزيز مفهوم الري التكميلي باستخدام مياه الآبار التي تم حصادها من مياه الأمطار.
وشدد "خليفة"، على أن أحد المزايا الكبرى للأمطار والسيول كونها غنية بالنيتروجين كأحد العناصر الأساسية لتحسين خصوبة التربة الصحراوية وتغذية النبات والتأثير الجيد على مكافحة الآفات الزراعية، مشيراً إلى أنها تعمل على غسيل المجموع الخضري الأشجار والمحاصيل المختلفة.
من جانبه، قال الدكتور على حزين رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة بوزارة الزراعة، إن الجهاز نفذ العديد من المشروعات لخدمة أهالي حلايب وشلاتين، تعتمد على مياه الأمطار والسيول، لافتاً إلى حفر ست آبار أعماق تعمل بمحطات للطاقة الشمسية وتم استصلاح وتركيب شبكة للري لخمسين فدانا حول كل بئر، وتوزيع ألفي رأس أغنام على صغار المربين، وتم إنشاء 3 وحدات لاستنباط الشعير لتوفير الأعلاف الخضراء وتم إنشاء 100 صوبة زراعية و18 صوبة هيدروبونيك.
وأشار إلى أنه تم إنشاء مجتمع متكامل بوادي حوضين يضم جميع قرية صغيرة ومزرعة قدرها 100 فدان تنتج جميع الحاصلات الزراعية من خضروات – ونخيل – ومزرعة سمكية ومجمع دواجن ينتج حوالى 6 أطنان لحوم دجاج كل دورة وحوالي 350 إلى 400 الف بيضة سنويا ووحدة تفريخ بيض وقلعة لتربية الجمام ومزرعة إبل ومزرعة سمكية مكثفة ومنحل عسل لإنتاج عسل السدر الجبلي ومصنع لبسترة وتعبئة البان الابل و وحدة لتجفيف وتعبئة النباتات الطبية والعطرية.
وكشف تقرير لوزارة الموارد المائية والري عن تنفيذ أكثر من 1080 بحيرة جبلية في سيناء والبحر الأحمر يستفيد منها السكان المحليين في ري مزروعاتهم المحدودة وكذلك شرب الاغنام والماعز والابل واستخدمها في الاغراض المنزلية، فضلا عن شحن الخزان الجوفي المائية.