من ليلى مراد إلى الأستاذة صفية.. "سيدة القطار" بطلة السينما والحقيقة
سيدة القطار والمجند
رغم أن شعار السينما هو الاقتباس من قصة مستوحاة من الواقع أو وحي الخيال، إلا أن 68 عامًا كانت كافية لتغيير الشعار إلى العكس، حيث الحياة تقتبس من السينما، فاسم "سيدة القطار" الذي اشتهر في واقعة منذ 24 ساعة، وأصبح حديث الساعة، كان هو نفسه اسمًا لفيلم من إخراج المخرج العالمي يوسف شاهين عام 1952.
شتان الفارق بين "فكرية" ليلى مراد، التي ظلمتها الحياة بعدما اختار خيال المؤلف أن تتعرض البطلة لحادث قطار فتتعرض لإصابة تبعدها عن منزلها فترة، وعندما تقرر العودة لزوجها وبنتها، تفاجأت بأن زوجها "يحيى شاهين" يطلب منها الاختفاء مرة اخرى دون عودة حتى يحصل على مبلغ التأمين كي يسدد ديونه، على العكس فإن صفية "سيدة القطار" في عالم الحقيقة وليس السينما، أراد الله أن يجعل منها بطلة يتحدث عنها 100 مليون مصري في ليلة أمس.
سيدة القطار.. بطولة في السينما والحقيقة
صفية، المعروفة إعلاميا بإسم "سيدة القطار"، دافعت عن مجند لم تراه ولم تعرفه من قبل وربما لن تراه مرة اخرى، ولكن دافع الأمومة هو من حرك مشاعرها للدفاع عن مجند في عمر ابنها، تجاوز في حقه رئيس قطار بسبب تذكرة، فأنصفها الله.
فكرية، بطلة "سيدة القطار" في السينما، حاولت أن تدافع عن أبنائها وتتحدى الظروف الصعبة التي واجهتها. التحدي والبطولة كان عاملاً مشتركاً في الحالتين، وهو ما أثار إعجاب وتعاطف الجمهور سواء مع الفنانة ليلى مراد في السينما، أو الأستاذة صفية إبراهيم في الحقيقة.
المبدع يوسف شاهين، حرص على إظهار تقادم الزمن وتعاقب المراحل العمرية في وجه "فكرية" ليؤكد حجم المعاناة وطول فترتها، في المقابل موقف بطولي لم يستغرق أكثر من 5 دقائق، حّول حياة "صفية" إلى حديث شعب بأكمله، كنموذج لمرأة مصرية جدعة بـ 100 راجل، كما أطلق عليها الملايين الذين تفاعلوا معها لبساطتها في الموقف.