القصة الكاملة لأزمة ترامب و"تيك توك" من الحظر إلى المباركة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
نجح تطبيق "تيك توك" من النجاة في الولايات المتحدة قبل ساعات قليلة من حظره نهائيا، حيث منحت شركتا "وولمارت" و"أوراكل" قبلة الحياة للتطبيق الصيني، ونالت الصفقة مباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذى سعى إلى حذف التطبيقات الصينية في أمريكا باعتبارها تمثل "تهديدا كبيرا" للأمن القومي الأمريكي.
ويعود تاريخ الأزمة إلى بداية أغسطس الماضي، عندما وقع الرئيس الأمريكي أمرين تنفيذيين، يحظران أي معاملات أمريكية مع شركتي "بايت دانس" الصينية التي تمتلك تطبيق الفيديوهات القصيرة "تيك توك"، و"تنسنت" مالكة تطبيق المراسلة "وي تشات" خلال 45 يوما.
وبرر ترامب حظر التطبيقات الصينية، قائلا: "يجب على الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات شديدة ضد مالكي (تيك توك) و(وي تشات) لحماية أمننا القومي، حيث تجمع تلقائيا معلومات هائلة من مستخدميه، عملية جمع البيانات هذه تهدد بالسماح للحزب الشيوعي الصيني بالوصول إلى المعلومات الشخصية للأمريكيين".
ودخلت شركة "مايكروسوفت" في مفاوضات لشراء عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة، بدعم من الرئيس الأمريكي، حيث أوضحت الشركة في بيانها الصادر بتاريخ 3 أغسطس: "بعد محادثة بين الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا والرئيس دونالد ترامب، فإن مايكروسوفت مستعدة لمواصلة المفاوضات لاستكشاف آفاق شراء تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة".
ودعم ترامب عملية البيع، قائلا: "أجريت محادثة رائعة مع الرئيس التنفيذي لـ"مايكروسوفت"، واقترحت أنه سيكون من الأسهل إذا اشترت شركته جميع أسهم "تيك توك"، بدلا من 30% منها فقط، وأي عملية شراء من قبل شركة أمريكية يجب أن تتم بحلول 15 سبتمبر المقبل، كحد أقصى".
وبعد شهر من المفاوضات، لم تتمكن "مايكروسوفت" من الاستحواذ على المنصة الصينية، بعد أن رفضت مجموعة "بايتدانس" المالكة العرض الذي قدمته الشركة الأمريكية، وقالت الشركة في بيان بتاريخ 14 سبتمبر الجاري: "أبلغتنا بايتدانس اليوم أنها لن تبيع العمليات الأمريكية لمنصة تيك توك إلى مايكروسوفت. نحن واثقون من أن اقتراحنا كان مفيدًا لمستخدمي تيك توك مع حماية مصالح الأمن القومي".
وأعلنت وزارة التجارة الصينية، أمس، معارضتها الشديدة لخطوات واشنطن ضد شركاتها، ودعتها للكف عن تصرفاتها، التي وصفتها بـ"التنمر"، قائلة: "إن لم تصحح الولايات المتحدة أخطاءها، فإن الصين ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المصالح الشرعية لشركاتها".
ومن جانبها تقدمت شركة "بايت دانس" المالكة لتطبيق "تيك توك"، بشكوى لمحكمة اتحادية في واشنطن ضد خطوات إدارة الرئيس دونالد ترامب لحظر التطبيق، مؤكدة في شكواها أن دوافع الحظر سياسية، مشيرة إلى أن الحظر يُعد انتهاكًا لحقوق الشركة بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي. وأضاف "تيك توك"، الذي يتجاوز عدد مستخدميه في الولايات المتحدة مئة مليون مستخدم، "الحظر سيدمر أعمال التطبيق في الولايات المتحدة على نحو لا رجعة فيه".
ولم تمر ساعات حتى أعلن تطبيق "تيك توك"عقد اتفاق مع شركة "أوراكل"، لتكون المزود التقني له في الولايات المتحدة، وشركة "وولمارت" لتكون الشريك التجاري، قبل يوم من سريان حظر فيدرالي على الشركة الصينية التي تملك التطبيق.
وقال متحدث باسم "تيك توك" الذي تملكه شركة "بايت دانس" لـ "فرانس برس": "نحن مسرورون أن العرض المقدم من تيك توك وأوراكل ووولمارت سوف يحل المخاوف الأمنية للإدارة الاميركية، وينهي التساؤلات حول مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة".
وأضاف المتحدث أن أوراكل سوف تصبح المزود التقني الموثوق، المسؤول عن استضافة بيانات جميع المستخدمين في الولايات المتحدة، وتأمين أنظمة الحوسبة المرتبطة بها، لضمان تلبية جميع متطلبات الأمن القومي الأمريكي بالكامل، مضيفا أنه يجري العمل حاليا أيضًا مع وولمارت على شراكة تجارية.
وأيد الرئيس الأمريكي الصفقة، قائلاً: "أعتقد أنها ستكون صفقة رائعة، لقد أعطيت هذه الصفقة مباركتي، إن حصلتا عليها سيكون ذلك رائعاً، وإن لم تحصلا عليها فلا بأس".