"مش باقي غير شوية عنف".. الجماعة تحتضر بعد 92 عاما من الإرهاب
الجماعة تحتضر بعد 92 عاما من الإرهاب
ظلت جماعة الإخوان الإرهابية لسنوات طويلة، منذ نشآتها عام 1928 في محافظة الإسماعيلية، على يد حسن البنا، تسعى للسيطرة على الدولة، بدأت كجمعية دينية، فكان الشكل الظاهري، أنها جماعة دعوية، إلى أن ظهر الوجه الآخر من العنف والاغتيالات وتهديد مؤسسات الدولة وترويع المواطنين.
وبدأت الجماعة الإرهابية أولى خطوات الدفاع عن مصلحتها في منتصف عقد الأربعينيات مِن القرن الماضي، و طالت الاغتيالات كبار رجال الدَّولة، فبدأت باغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر في عام 1945 ، الذي اغتيل في قاعة البرلمان، ثم المستشار والقاضي أحمد الخازندار 1948 ، وبعده بشهور لقي رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النُّقراشي مصرعه، عند ديوان وزارة الدَّاخلية.
ناصر يهزم أكاذيب جماعة الإخوان
صراعات وشد وجذب، كانت سمة التعامل بين الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وجماعة الإخوان، وهو ما جعل الجماعة الإرهابية تستغل كل فرصة، للانتقام من عبد الناصر واستخدام كل الوسائل غير المشروعة وغير الشريفة لتشويه صورة عبد الناصر سواء بتزوير التاريخ أو تأليف الروايات والحكايات فى محاولة لرد اعتبار الجماعة التى أسقط عبد الناصر أول أقنعتها وكشف مطامعها وإرهابها وعنفها وغبائها.
وانتهت تلك الفترة بأن ناصر قام بتجريد الجماعة من وهم السيطرة وكسر شوكة مكتب الإرشاد الذى توهم أنه القوة الوحيدة فى الدولة المصرية.
السادات مد اليد والجماعة خانت بالدم
لم تستغل الجماعة الإرهابية الفرصة التي منحها لهم الرئيس السادات، الذي مد يده لهم، وكانت النهاية هي الخيانة التي تجري في دمائهم، حيث قامت الجماعة الإسلامية أحد أذرع الإخوان، باغتيال الرئيس السادات، وتم ثبوت تورط خالد الاسلامبولى، وحسين عباس، وعبود الزمر وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام، فى اغتياله بالعرض العسكرى بحادث المنصة 6 أكتوبر، بناء على اتفاق مع التنظيم.
مبارك يختار المهادنة مع جميع القوى السياسية
بعد اغتيال السادات في أكتوبر 1981 خلفه حسني مبارك، والذي اتبع في بدايات حكمه سياسة المصالحة والمهادنة مع جميع القوى السياسية ومنهم الإخوان، وفي التسعينيات ظهرت حركات معارضة لحكم مبارك، يذكر أن جماعة الإخوان الإرهابية خاضت الانتخابات البرلمانية عام 2005، وقاموا بالحصول على 88 مقعدا في البرلمان رغم اتهامهم الموجه إلى الحكومة "بأن الانتخابات شهدت تزويرا".
"الإرهابية" تنتهز 25 يناير لتحقق حلم الوصول إلى الحكم
انتهزت جماعة الإخوان، نزول أعداد من المواطنين إلى ميدان التحرير في 25 يناير، فأحدثوا الفوضى في يوم الجمعة 28 يناير، وقاموا باقتحام السجون، وتحولت البلاد إلى فوضى، وصلت بالجماعة إلى الصعود إلى سُدة الحكم.
لم يتحمل الشعب المصري أكثر من عام على حكم جماعة المرشد، حيث استشعروا الخطر مبكرًا، فنزلت الملايين إلى الميادين رافعين شعار "ارحل"، واختارت الجماعة طريق الدم لمواجهة شعب بأكمله، فقامت بأعمال إرهابية في مناطق متفرقة، واتخذت من ميدان رابعة العدوية منصة دموية تحت شعار "الشرعية"، وكذلك ميدان النهضة، الذي تحول إلى مسرح في الجريمة واستخدام شتى أنواع التسليح.
جماعة في مواجهة شعب.. الإخوان يلفظون الأنفاس الأخيرة
ضربات أمنية متلاحقة وعمليات عسكرية نفذتها القوات المسلحة، أنهكت الجماعة الإرهابية بكل أذرعها ومصادر تمويلها الدولي، حتى تراجعت بنسبة كبيرة العمليات الإرهابية، ولعل أخرها هو القبض على مرشد الجماعة محمود عزت، فطالت الانقسامات والصراعات الشديدة، تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، بسبب خليفة الإرهابي، حيث تعيش الجماعة حالة غضب واسعة بين شبابها في الداخل والهاربين في الخارج اعتراضا على تعيين القيادي القطبي إبراهيم منير مرشدا عاما للجماعة، خلفا لـ"عزت".
واستخدمت الجماعة كافة أساليبها لبث الفوضى في البلاد من جديد على غرار أحداث 25 يناير، ولعل أخرها هي الدعوات التي وجهها الكومبارس الهارب محمد علي، للتظاهر، العام الماضي في اكتوبر، وكررها في سبتمبر من العام الجاري، والتي لاقت نفس مصير سابقيها بالفشل، باستثناء أعمال شغب محدود تمارسها عناصر الجماعة في بعض القرى والمراكز بهدف إنهاك قوات الأمن.
إخواني منشق: تنظيم الإخوان قام على تفكيك العلاقة بين المواطن والوطن
إبراهيم ربيع، القيادي المنشق، القيادي الإخواني السابق، والخبير في شئون الحركات الإسلامية، قال إن تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية تأسس برعاية إنجليزية ليقوم بتفكيك العلاقة بين المواطن وبين الوطن، لتتحول إلى علاقة خدمية وليست علاقة انتماء وتضحية وفداء واستشهاد.
وأضاف ربيع لـ"الوطن"، أن الإخوان حكموا بالإرهاب والتهديد، وأيديولوجيتهم مبنية على العنف والمصلحة، مشيرًا إلى أن شعار الإخوان إما أن تكون مع الجماعة وإما أن تكون كافر مرتدًا وعدوًا للإسلام، على اعتبار أن التنظيم هو الإسلام، واستغلوا باقي جماعات الإسلام السياسي كقطعان لتحقيق غايتهم.
ولفت إلى أن الجماعة سعت لتكسير مؤسسات القلب الصلب للدولة، من القوات المسلحة والشرطة والقضاء، موضحًا، أن الإرهابية سعت لتشكيل حرس ثوري وتفكيك مؤسسات الدولة وعمل مؤسسات بديلة لضمان استمرار تمكين التنظيم من مفاصلها وحماية التنظيم الإجرامي من المصريين إذا أرادوا إنقاذ دولتهم وإرهاب من يحاول الاعتراض أو عدم القبول بحكم المرشد.