القضاء يحسم الصراع على تراث أم كلثوم لصالح "صوت القاهرة".. و"مزيكا": سنرد بالحقائق
أم كلثوم
تطور جديد شهده الصراع على تراث كوكب الشرق أم كلثوم، بعد إعلان شركة صوت القاهرة صدور حكم تاريخي يؤكد أحقيتها (وحدها) في حقوق استغلال أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، سواء كانت على دعامات سمعية أو بصرية، فيما أكدت شركة مزيكا، أنها بصدد إصدار بيان للرد فيه على كل ما جاء في البيان لتوضيح حقيقة ملكيتها للحقوق من عدمها.
البداية كانت من الإخطار الذي وجهه المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إلى القنوات والإذاعات ومواقع الإنترنت التابعة للمجلس، والذي يفيد بأنّ شركة صوت القاهرة هي المالكة لحقوق أغنيات أم كلثوم، منوهة إلى أنّ أي تعاقدات تخص هذا المحتوى تتم فقط عن طريق شركة صوت القاهرة.
المجلس من جهته، أصدر بيانًا حذرت فيه من أن الشركة ستتخذ الإجراءات القانونية للحفاظ على حقوقها حيال أي من القنوات والإذاعات ومواقع الإنترنت، التي تبث هذا المحتوى دون الحصول على موافقة كتابية من شركة صوت القاهرة.
الأعلى للإعلام، أكد أيضًا أنه تلقى مذكرة من شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، بأنّها تحصلت على حكم تاريخي يؤكد أحقيتها (وحدها) في حقوق استغلال أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، سواء كانت على دعامات سمعية أو بصرية، محذرا من أنّ أي استغلال لأي منها بغير ترخيص كتابي مسبق من شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، يؤدي إلى مسؤولية جنائية ومدنية طبقا لأحكام الكتاب الثالث من القانون رقم 82 لسنة 2002 بحماية حقوق الملكية الفكرية.
"صوت القاهرة" من جهتها، أكدت أنّ شهادات قيد التصرفات التي سبق صدورها من وزارة الثقافة، ألغيت اعتبارا من 17/10/2010، وبالتالي فإنّ أي تعامل بناءً عليها يرتب المسؤولية الجنائية.
وفي رد منها أعلنت شركة مزيكا، أنها بصدد إصدار بيان لتوضيح حقيقة ملكيتها للحقوق من عدمها.
ومنذ ما يقرب من 3 أشهر تفجرت أزمة بين المنتج محسن جابر وشركة صوت القاهرة والتي مثلها قانونا الدكتور حسام لطفي، محامي شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات.
لطفي، أكد أن المنتج محسن جابر تعاقد مع ورثة السيدة أم كلثوم من الذين يستحقون نسبة من بيع الأسطوانة، من خلال شركات عالم الفن وستارز وديجيتال ساوند، وتوجه بعدها إلى شركة صوت القاهرة، وصرف مستحقاتهم.
وأشار إلى أن جابر طلب من الورثة إجراء تنازل له في الوقت الذي لا يمتلكون فيه من الأساس تسجيل صوتي، وترتب على ذلك، أنه أخذ شهادة تنازل رسمي، وأصدر شهادة قيد تصرف في مصر والبلاد العربية والإنترنت، بأنه يحق له التصرف في أغاني أم كلثوم.
تابع "لطفي" أن "بداية التقاضي كانت في عام 2008، بعد فترة طويلة، فأخذنا حكما لصالحنا، بفيد بأن من يأخذ حقوقًا مالية من العائدات لا يملك أصول الأغنيات أو التسجيل الصوتي"، مضيفا "المحكمة أدركت حقيقة الأمر وأصدرت حكمها في أول درجة لصالحنا، ولكن محسن جابر أحال القضية لخبير في الدرجة الثانية والمحكمة استجابت".
وأوضح: "حاول جابر تأخير الحكم، وانتظرنا سنوات إلى أن صدر اليوم، حكم تأييد أول درجة، يخلص ملكية تسجيلات أم كلثوم لشركة صوت القاهرة، ويترتب على ذلك صرف المبالغ الكبيرة المحصلة من الفترة الماضية، والحكم لا يقبل الطعن فيه وواجب النفاذ".
وقال محمد العمري، رئيس شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات السابق، إن محسن جابر، بدأ في بيع أغاني أم كلثوم منذ عام 2008، وأنه منذ أن تولى رئاسة شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات عام 2015، أوقف هذا الأمر، "وأوقفنا التعامل مع كل شركات بيع الديجيتال ومواقع المنصات الإلكترونية، ورفعنا قضية لوقف بيع أغاني أم كلثوم، أو أي تصرف في المصنف، وأنذرنا كل الشركات التي تتعامل مع محسن جابر في هذا الأمر" بحسب تعبيره.
وتابع "العمري"، في تصريحات لـ"الوطن": كلفت سيد مدبولي رئيس قطاع الخدمات الإعلامية في الشركات، بجمع كل المستندات، وخاطبنا جمعية المؤلفين والملحنين، استصدرت قرارًا من مجلس الإدرة بالتعاقد مع المحام حسام لطفي، وصدر الحكم لصالحنا أول درجة بالمحكمة الاقتصادية عام 2017، ثم طعن محسن جابر على الحكم وطلب خبراء، واليوم تم تأييد الحكم بشكل بات ونهائي ولا يجوز الطعن عليه، وأصبحت شركة صوت القاهرة هي التي لها حق التصرف فيه".
وأشار إلى أن محكمة استئناف القاهرة الاقتصادية قضت اليوم، في الاستئناف رقم 385 قضائية المقامة من شركة ستارز للإنتاج الفني، ضد شركة صوت القاهرة، بقبول الاستئناف شكلًا وفي الموضوع، ورفض الاستئناف وتأييد الحكم الصادر في الدعوى رقم 1957، 2482 لسنة 2017، مدني اقتصادي القاهرة.
وتابع "العمري": "محسن جابر يملك بعض حقوق الورثة ومن حقه الرجوع لشركة صوت القاهرة للحصول على حقه لكن لا يجوز له التصرف في المصنف بيعًا أو شراءً فالمصنف أصبح ملكًا لصوت القاهرة".
وأوضح "العمري" أنه ترك رئاسة شركة صوت القاهرة عام 2018 وحلت محله الدكتورة نادية مبروك، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، "كنت حريصا على أن تكون الدكتورة نادية مبروك ملمة بالتفاصيل القضائية، وتابعت القضية وكملت بعدي لكن من تصدى هو محمد العمري" على حد قوله.
وردا على ما جاء على لسان حسام لطفي والعمري، قال محسن جابر صاحب شركة مزيكا لـ"الوطن": "ليس صحيحًا ما ذكره الدكتور حسام لطفي بأن حكم المحكمة الصادر بجلسة 15 يونيو 2020 في القضية المرفوعة من شركة ستارز ضد شركة صوت القاهرة، بخصوص تجاوز شركة صوت القاهرة في استغلال الحقوق الممنوحة لها من شركة ستارز لأغاني أم كلثوم واستغلالها بطريقة الديجيتال، أنها ذكرت أن أغاني أم كلثوم مملوكة لشركة صوت القاهرة بل على العكس".
وأضاف "جابر": "أكّدت المحكمة ملكية شركة ستارز لحقوق أغاني السيدة أم كلثوم وكان الحكم المستانف قد رفض دعوى ستارز تأسيسا على أن شركة ستارز منحت شركة صوت القاهرة الحق في هذا الاستغلال بموجب العقد المحرر بينهما بتاريخ 17 أكتوبر 2010، ولذلك فإن أغنيات أم كلثوم مازالت ملكا كاملا لشركة ستارز التي أعطت بدورها حق استغلال لشركة صوت القاهرة بموجب العقد المؤرخ 17 أكتوبر 2010 أخذا في الاعتبار أن شركة ستارز رفعت منذ عامين قضية فسخ برقم 409 لسنة 9 ق جدد برقم 624 لسنة 2020 لفسخ هذا العقد، لمخالفة شركة صوت القاهرة لبنوده وتحقق الشرط الصريح الفاسخ وهذه الدعوى مؤجلة لجلسة 23 من الشهر الحالي".
اختتم "جابر" حديثه قائلًا: "كما ليس صحيحًا ما ذكره حسام لطفي، أنَّه ورد بحكم المحكمة أي دور لجمعية المؤلفين والملحنين بهذا الشأن، فلم يرد ذكرها نهائيًا في منطوق الحكم ولا في أسبابه، ولهذا فأنا استغرب أن أستاذ في القانون يصرح للإعلام بعبارات لم يتناولها الحكم في منطوقه أو في أسبابه وتسبب في تضليل الإعلام، وعمومًا فإن الحكم الصادر بالأمس لا ينال من حقوق شركة ستارز في ملكية مصنفات أم كلثوم الغنائية من قريب أو بعيد".