رئيس "الفضاء المصرية": "نسعى لإنتاج قمر صناعي محلي.. ونراقب النفايات" (حوار)
الدكتور محمد القوصي.. الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية
قال الدكتور محمد القوصي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، إنّ العمل جار للتنسيق مع وكالة الفضاء الروسية، للاشتراك في عدد من المشروعات المتعلقة بمجال الفضاء، موضحا أنّ مصر تسعى الفترة المقبلة لتنفيذ خطة تهدف لإنتاج قمر صناعي كامل محلي الصنع بمركز تجميع الأقمار الصناعية بالوكالة.
وأضاف القاضي، في حواره مع "الوطن"، أنّه جرى الانتهاء من التصميم المبدئي للقمر الصناعي المصري "مصر سات 2"، لافتا إلى أنّ مركز تجميع الأقمار سيكون جاهزا لتجميع القمر المصري نهاية 2021، على أن يتم الإطلاق سبتمبر 2022.
ـحدثنا عن أبرز مجالات التعاون المتوقع إقامتها بين الجانب المصري والروسي في مجال الفضاء؟
نهدف للتعاون في الاتجاه الفضائي، من خلال استخدام الفضاء الفترة المقبلة لقياس التغيرات المناخية، وأن يكون التعاون بين مصر وروسيا وتحديدا مؤسسة "أوسكس" وهي وكالة الفضاء الروسية، من خلال مراقبة التغيرات المناخية، التي تستلزم أن يكون هناك قمر ذو مستشعر من نوعية خاصة، والجانب الروسي عرض منح مصر المستشعرات ومساعدتها.
هل تقصد بحديثك " قمر التنمية الأفريقي"؟
بالفعل، ونهدف لبناء قمر صناعي لمراقبة التغيرات المناخية بالتعاون مع الجانب الروسي وبعض الدول الأفريقية، وهو قمر التنمية الأفريقي من شرق أفريقيا، خاصة وهم أكثر الدول تأثرا بالتغيرات المناخية.
وبدأنا تصنيع تليسكوب فضائي لمراقبة حطام ونفايات الفضاء خاصة في المجال الفضائي المصري، ونهدف في الخطة للاعتماد على الكوادر المصرية الفنية، والاعتماد على الخبرة الأجنبية في أضيق الحدود، وبالتالي لو حدثت مشكلة سيتم الاستعانة بالجانب الروسي، لما أكدوا به من مد يد العون والتعاون في حلها.
ما هي أهمية المشروع؟
مراقبة النفايات الفضائية وهي حدث مهم جدا مع كثرة الأقمار الصناعية، خاصة وأنّ الفضاء أصبح مزدحما وبه زخم كبير من النفايات، التي قد تؤدي لتدمير الأقمار الصناعية مستقبلا.
وتتجه مصر مثل باقي الدول الكبرى لمراقبة حجم النفايات الفضائية التي قد تؤثر على الأقمار الصناعية في مجالها الفضائي، والمسايرة في خطط كيفية التخلص من النفايات الفضائية بعد انتهاء العمر الافتراضي للأقمار الصناعية.
والتعاون أيضا مع روسيا، سيكون في مجال استكشاف الفضاء والعواصم الشمسية، مثل ما فعلته دولة الإمارات، وإطلاقها لمسبار الأمل لاستكشاف الفضاء، وفق خطة الوكالة والتي منها إرسال مركبة تدور حول القمر.
متى سيتم الانتهاء من القمر؟
انتهينا من الدراسات المتعلقة بالقمر ونستهدف البدء عمليا ديسمبر المقبل، والانتهاء منه خلال عامين أو 3 كما هو مستهدف، وسيكون بالتعاون مع عدد من الدول ومنها روسيا، غانا، أوغندا، نيجيريا، كينيا، والسودان.
إلى أين وصلنا من القمر الصناعي المصري مصر سات 2؟
هو مشروع بدأنا العمل به سبتمبر 2019، بالتعاون مع الجانب الصيني، وانتهينا من مرحلة التصميم الابتدائي، من خلال الفيديو كونفرانس بتوقيع عقد التصميم الابتدائي له، والمخطط أنّ مركز تجميع الأقمار سيكون جاهزا لتجميع القمر المصري نهاية 2021، وسيبدأ التجميع بواسطة الكوادر المصرية في المركز بنهاية 2021، على أن يتم الإطلاق سبتمبر 2022.
ماذا عن القمر الصناعي المصري next sat 2؟
بدأنا العمل، والهدف منه هو إثبات القدرة العلمية والعملية لمصر في تصنيع الأقمار الصناعية، وهذا القمر ستكون نسبة المشاركة الوطنية بنسبة 45% من مصر، من خلال صناعة برمجيات القمر، وأجهزة اختبار القمر وكذلك التجميع، ويبقى 55%، تتمثل في أجزاء القمر، وجرى الاتفاق مع شركة ألمانية لإمداد مصر بالأجزاء من خلال عقد شراكة.
وبدأنا تصنيع سلسلة أقمار next بنسبة 45% وهذا شيء إيجابي، وسيتم تصنيع قمر آخر منه بنسبة 60% بعد الانتهاء من إطلاق القمر الأول من الليلة، وكذلك قمر ثالث بنسبة 80%، وبوصولنا لنسبة 80% من التصنيع الوطني للقمر، سيكون لدينا القدرة على تصنيع القمر كاملا في مصر.
متى سيتم إطلاقه؟
في مارس 2022، ومجلس الوزراء في مارس الماضي وافق على إطلاق القمر مع الجانب الصيني، ووافق لنا على الاتصال مع الجانب الصيني، وأبرمنا عقدا معه، وأصبح له حق إطلاق القمر، وأصبح لنا الالتزام بالمواعيد مع الجانب الصيني وتسليمه القمر قبل الإطلاق بـ4 أشهر.
كم تبلغ تكلفته؟
المتعارف عليه تكلفة إطلاق كيلو جرام من القمر تتراوح بين 30 إلى 33 ألف دولار، والتكلفة الفعلية تتحدد عند اكتمال القمر.
كم يبلغ حجم القمر؟
حجمه مكعب ضلعه 50 سنتيمترا مكعبا ووزنه 65 كيلو.
ما الهدف من تصنيعه؟
القمر مزود بكاميرا ذو دقة تصوير عالية، يتم من خلالها أخذ صور فضائية لمصر ويتم استخدامها لرصد التعديات على الأراضي الزراعية وحصرها.
حدثنا عن خطط مصر لاستكشاف الفضاء؟
هناك دراسات لاستكشاف الفضاء الفترة المقبلة ضمن خطط الوكالة، من خلال إرسال مركبة فضائية عبارة عن "روبوت - إنسان آلي" يهبط على سطح القمر، أو إرسال مركبة فضائية تدور حول القمر للحصول على معلومات عن القمر، ولم نحدد أي المشروعين سيتم البدء فيه، نظرًا للتكلفة الضخمة، وهناك دراسات لتحديد أيهما أفضل، وهذا المشروع قد يستغرق 6 سنوات.
كيف وصلت مصر لمركبة الفضاء الدولية؟ وماذا عن إرسال رائد فضاء مصري؟
محطة الفضاء الدولية موجودة على ارتفاع 400 كيلومتر، وتتولى تشغيلها 5 جهات: روسيا، اليابان، كندا، أمريكا، ووكالة الفضاء الأوروبية، وكل جهة منهم لديها معمل للتجارب الخاصة به، وبتوفيق من الله تم الوصول إليها من خلال وضع كاميرا مصنوعة لوكالة الفضاء المصرية.
وكانت الأمم المتحدة "مركز الاستخدام السلمي للفضاء"، أعلنت مسابقة بين الدول تهدف لتقديم كل دولة مكونا فضائيا يتم وضعه على محطة الفضاء الدولي، وأجرينا مقترحا لوضع كاميرا مصرية الصنع على المركبة، ونجحنا من بين 25 دولة تقدمت للمسابقة، وجرى اختيار مصر بوضع كاميرا لها على المحطة، وكنا أول دولة تنجح في وضع مكون فضائي بعد الـ5 دول، وأول دولة عالميا يكون لها تواجد على محطة الفضاء الدولية بعد الـ5 الكبار في الفضاء، لمدة عام دون مقابل، وهي بمثابة تصنيع قمر دون تكلفة تتعدى ملايين الدولارات.
أما مشروع إرسال رائد الفضاء المصري، فهناك خطة تتضمن شروط التقدم والأعداد المتقدمة التي من المتوقع أن تصل لـ25 ألف متقدم.