اليوم.. الكنائس تدق أجراسها في ساعة الصفر احتفالا بذكرى 6 أكتوبر
البابا تواضروس
تدق الكنائس القبطية الأرثوذكسية، في مصر وخارجها، أجراسها اليوم الثلاثاء في الساعة الثانية وخمس دقائق من بعد ظهر، احتفالا بالذكرى السابعة والأربعين لنصر أكتوبر العظيم، تنفيذا لتعليمات البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
ويأتي هذا التوجيه كمشاركة من الكنيسة القبطية المصرية الارثوذكسية في الاحتفال بهذه الذكرى المجيدة، إذ يتزامن دق أجراس الكنائس مع توقيت ساعة الصفر التي بدأت فيها الحرب عام 1973.
وكان البابا تواضروس، شارك أمس الإثنين، في مراسم وضع أكاليل من الزهور على قبر الجندي المجهول والرئيس الراحل أنور السادات، عند النصب التذكاري في مدينة نصر بالقاهرة، التي حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من كبار المسئولين والشخصيات العامة بالدولة.
ويأتي ذلك اتساقًا مع مواقف الكنيسة التي كانت مشاركة في حرب 6 أكتوبر عبر مواقف البابا الراحل شنودة الثالث ومن قبله البابا كيرلس السادس.
فحينما وقعت حرب أكتوبر عام 1973، كان البابا شنودة على الكرسى البابوى يحكم الكنيسة القبطية، وكان له إسهامه فى الإمداد الحربى للقوات المسلحة، بالدعم والتشجيع، حيث زار جبهة القتال قبيل حرب أكتوبر، والتقى بقادة القوات المسلحة والضباط مرتين، الأولى يوم 14 أبريل عام 1972، والثانية يوم 4 فبراير عام 1973.
وعندما نشبت الحرب بين مصر وإسرائيل، قامت الكنيسة بقيادة البابا بدور وطنى وتاريخى، لتقدم الدعم المعنوى والسياسى للوطن أثناء الحرب، من خلال توفير الأدوية والمساعدات الإنسانية، ودعم المجهود الحربى.
وأصدر البابا العديد من المنشورات التى أرسل بعضها إلى الجنود على الجبهة، والشعب المصرى ككل فى وقت الحرب، دحض خلالها فكرة أن "اليهود هم شعب الله المختار"، مشدداً على أنها لا أساس لها من الصحة، وقال البابا فى أحد منشوراته: «إننا لا نخوض حرباً عدوانية ولا نعتدى على أملاك أحد، بل إننا نحارب داخل أراضينا، دفاعاً عنها، لهذا فإن بلادنا تحارب بضمير مستريح، وبقلب نقى، بل إنها كسبت إلى جوارها ضمير العالم، غير المتحيز، المحب للعدل».
وقال فى بيان آخر: "إن سيناء لم تكن يوماً موطناً لإسرائيل، بل كانت على العكس، أرض متاهة ومكان تأديب، فعندما خرج بنو إسرائيل من مصر، يقول الكتاب المقدس إن الله شاء أن يتيهوا فى برّية سيناء، وقضوا 40 سنة، حتى مات كل المتمرّدين والعصاة، ولم يبق من بنى إسرائيل سوى اثنين، فأرض سيناء هى التى شهدت العجل الذهبى الذى صنعه بنو إسرائيل، وسجدوا له، وقدّموا له الذبائح، وهكذا نجّسوا الصحراء النقية بعبادة الأوثان، وأرض سيناء شهدت تذمّر بنى إسرائيل على الرب من أجل الطعام والشراب، وبكوا، وقالوا من يطعمنا لحماً؟ بل تمرّدوا على موسى وهارون، وأرادوا أن يرجموهما فى سيناء".
وفى الدقائق الأولى للحرب عقدت الكنيسة اجتماعات متتابعة لمساندة الجيش وتنظيم عدة زيارات للجنود الجرحى فى المستشفيات يوم 22 أكتوبر عام 1973، بالإضافة إلى زيارة الجبهة يوم 24 مارس 1974 بعد انتهاء العمليات العسكرية.