عاش 20 شخصا في قنا، لحظات صعبة من النزاع مع الموت، بعد إصابتهم باختناق شديد، بسبب تسرب غاز الكلور من مرشح مياه بنجع حمادي، لكن التحركات السريعة أنقذت حياتهم، بعد الدفع بسيارت إسعاف إلى قريتهم نجع أبو قبول، ونقلهم إلى مستشفى نجع حمادي العام، مع متابعة باقي أفراد القرية تجنبا لإصابة أشخاص آخرين.
السرعة مهمة في التعامل مع تسمم الكلور
يوضح الدكتور محمود محمد عمرو، مؤسس المركز القومى للسموم ورئيس لجنة السميات بأكاديمية البحث العلمى، الأساليب الأمثل في التعامل مع حالات الاختناق والتسمم بغاز الكلور، مؤكدا أن هناك طرق متبعة للإسعافات الأولية في مثل هذه الحالات، لكن السرعة هي العامل الأهم لإنقاذ المريض.
ويقول عمرو لـ"الوطن"، إنه ينبغي نقل الشخص مباشرة إلى مكان به تهوية ويتم فتح الشبابيك داخل المكان، وإذا لم يستجب لمحاولات الإسعاف والإنعاش في خلال دقيقتين كحد أقصى، لا بد أن يتم نقله فورا إلى المستشفى، لأنه في هذه الحالة يعاني من نقص شديد في الأكسجين.
وفي حال توفر "ماسك أكسجين" في موقع التسرب، يجب الإسراع في وضعه للشخص المصاب، لطرد الغاز السام سريعا، كما أن من المهم فتح الشبابيك لطرد الكلور وتوفير أكسجين بنسبة 20% على الأقل.
وشرح مؤسس المركز القومي للسموم، أن التسمم يساوي السرعة، لأنه قاتل، كاشفا: "مش هيعمل مغص أو كحة وتبقى المشكلة انتهت، لا ده معناه قتل، ولازم الشخص يحصل على أكسجين بتركز 20% فورا، علشان يحصل إحلال لغاز الكلور مكان الأكسجين في الجسم".
أعراض غاز الكلور على الجسم
يؤكد خبير السموم، أن الإحلال التبادلي بين غازي الأكسجين والكلور يسبب مشاكل في التنفس، إذ أن غاز الكلور عندما يستنشقه الشخص يعمل على إثارة وتهييج الشعب الهوائية بطرد الأكسجين منها ومنع دخوله، وبالتالي الكحة المفرطة ونقص الأكسجين في الدم والتهابات الشعب الهوائية، مشيرا إلى أن العلاج يمكن أن يتم بسهولة بإدخال الأكسجين وطرد الغاز السام وإعطاء المريض مهدئات للجهاز التنفسي.
طرق الوقاية والإسعافات الأولية لتسمم غاز الكلور
ومن وسائل الإنقاذ السريعة أيضا، غسل الوجه بالمياه كحل بديل، إذ أن الغازات تدخل إلى الخلق وتسبب تهييجه بالتصاقها به وبالتالي المياه تقلل من التأثير الحاد، ويجب إسعاف المريض بتهوية المكان وإدخال الأكسجين لجسمه ونقله من المكان.
نفس الأمر اتفق عليه، الدكتور شريف حماد أخصائي السموم، موضحا أن المريض لا بد أن يحصل على التهوية اللازمة ويمكن إسعافه بشكل مبدئي عبر فتح الشبابيك وتهوية المكان ثم نقله إلى المستشفى أو أقرب مركز سموم مع الحرض على ارتداء المحيطين به لكمامات منعا لإصابتهم بالاختناق.
وعن تأثير الكلور، يقول شريف، إن المريض يشعر بكحة أو شرقة أو ضيق في التنفس وتكون الرائحة شديدة ما يكفي لتنبيهه بالخطر المحيط به، ولذلك يستطيع إنقاذ نفسه نسبيا، أما إذا التركيز شديدا للغاز فقد يتسبب الأمر في فقدان المريض وعيه، وفي كل الأحوال لا بد من نقله من المكان فورا والذهاب به إلى المستتشفى أو طلب سيارة الإسعاف.
تعليقات الفيسبوك