تاريخ الاحتفالات بالمولد النبوي في مصر: 7 عهود بدأها الفاطميون
المولد
للمصريين عاداتهم المتوارثة في المناسبات الدينية، ويظل المولد النبوي أحد أهم هذه المناسبات والتي تشهد احتفالات خاصة من المصريين جميعا وعلى كل المستويات، فالمولد مناسبة تتغير لها وجه الحياة في مصر، وترى الاحتفال به في الشوارع والبيوت ومن الدولة والمواطنين.
وقد ورث المصريون الاهتمام بالاحتفال بالمولد النبوي عن جدودهم، فلم يستطع حاكما تجاوز محبة المصريين للنبي وآل بيته، وعدم الاحتفال بمولد النبي، وذلك منذ بداية الاحتفال بالمولد على يد الدولة الفاطمية عام 973 هجريا، فى عهد الخليفة الفاطمى «المعز لدين الله».
وإليك أبرز مظاهر احتفالات المصريين وحكامهم عبر التاريخ بالمولد النبوي:
- كانت الدولة وعلى رأسها الخليفة والوزراء والعلماء ومعهم عامة الشعب يبدأون الاحتفال بالمولد النبوي مع أول أيام شهر ربيع الأول ويتبادل المصريون الحلوى بأشكالها المختلفة كالطيور والقطط والخيول والعرائس.
- ألغت الدولة الأيوبية، الاحتفالات بالمولد وذك خلال معركته مع اقتلاع جذور المذهب الشيعي للدولة الفاطمية من مصر، الا أن الاحتفالات الشعبية استمرت بمصر وسائر بلدان الدولة الأيوبية فكان حاكم مدينه أربيل بشمال العراق، وفى ظل عصر الدوله الأيوبية، ينفق ثلاثمائة ألف دينار كل عام، خلال الاحتفال بالمولد النبوي، وكان المصريون يخرجون الإبل والبقر والغنم قبل المولد بيومين، ويذبحونها صبيحة المولد، ويجتمع الجميع العامة والخاصة على موائد لتناو الطعام.
- وفي عهد الدولة العثمانية ورغم ما عاناه المصريون من غشم وظلم العثمانيين، استمرات الاحتفالات بالمولد وكان السلطان يركب حصانه المسرج بالذهب وخلفه الناس، ويحتفلون في المسجد بالاحتفال بقراءة القرآن وحلقات الذكر.
- وأولى المماليك المولد النبوي اهتماما خاصا، وكان السلطان يقيم بالحوش السلطانى خيمة تسمى خيمة المولد، وكان أول من وضع هذه الخيمة السلطان «قايتباى»، ويتم توزيع عصير الليمون ويتباري المقرئون فى التلاوة.
- وحتي في ظل الحمله الفرنسية اهتم المصريون بالمولد النبوى يذكر المؤرخ «عبدالرحمن الجبرتي» الذى عاش فى زمن الحملة الفرنسية على مصر، أن «نابليون بونابرت» اهتم بإقامة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف سنة (1213هـ 1798م) من خلال إرسال نفقات الاحتفالات وقدرها 300 ريال فرنسى إلى منزل الشيخ البكرى (نقيب الأشراف فى مصر) فى حى الأزبكية وأرسلت الطبول الضخمة والقناديل، وفى الليل أقيمت الألعاب النارية احتفالاً بالمولد.
- استمر الاحتفال بالمولد حتى الأسره العلوية بـ«الساحة الرحبة» فى بركة الأزبكية وكانت تنصب السرادقات للدراويش وحلقات الذكر للمنشدين.
- وحتى بعد ثورة يونيو، تهتم الدولة المصرية بذكرى المولد، حيث تمنح يوم ذكرى المولد إجازة رسمية، ويشهد الرئيس وقيادات الدولة مظاهر الاحتفال.