في 6 أعوام.. مقابر عائلة منسي تفتح 3 مرات والشهيد "يعود" لحضن أبويه
الشهيد منسي ووالدته
يسعى الكثيرون للحفاظ على الروابط الأسرية المحيطة بهم طوال حياتهم، عن طريق البقاء مع أفراد الأسرة أو الزيارات المستمرة وتبادل الحب والود، ولكن ماذا بعد الموت؟، ذلك السلاح الحاد الذي يقطع صلة الشخص بذويه، فلا يتبقى منه سوى طيف ذكرى وصورة لا تفارق العقل والقلب، وعلى جانب آخر ثمة أشخاص الموت ذاته لا يفرق بينهم وهو ما ينطبق تماما على عائلة "منسي".
أحمد صابر منسي، أسطورة مصرية غابت ولكن بقيت ذكراها، اقتدى به الصغار وخلد الكبار ذكراه، ومن أبرز المشاهد التي خلدت ذكراه كانت مسلسل "الاختيار" الذي جسد ملحمة البرث 2017، والتي استشهد فيها "منسي"، ليلحق بوالده الذي سبقه في الرحيل بثلاث سنوات، قبل أن تلحق بهما الأم، اليوم.
مقابر أسرة منسي فتحت في 2014 بوفاة والده الدكتور صابر منسي، قبل أن تُفتح مرة أخرى لتستقبل عريس الجنة الشهيد منسي في 2017، ويبدو أن والدة الشهيد البطل السيدة سناء محمد رضا، أو "ماما نوئة" كما كان يطلق عليها، اشتاقت للقاء ابنها، ويشاء القدر أن تتوفى بعده بسنوات قليلة لتذهب للقائه.
"هوا معايا مبيسبنيش، بالليل بييجي يطبطب عليا، وبكلمه بقوله وحشتني وسبت فراغ.. إمتى اللقاء؟"، هكذا سردت والدة منسي ذكرياتها معه خلال لقاء تليفزيوني سابق، وكيف تعايشت مع واقع رحيل نجلها خلال تلك السنوات، متابعة: "أنا عارفة إن هو عظيم وكل يوم معايا بيطبطب عليا، كل يوم بيجيلي وأنا نايمة يطبطب عليا ويقولي خلي بالك من نفسك، كل يوم".
علاقة منسي بأسرته لم تقتصر على الحياة فقط بل امتدت للحياة الأخرى، شعروا أنه لا طعم للدنيا بدون أن يكونوا سويًا، فرحل الأب منسي، ثم الابن منسي، ثم الأم والدة منسي، ليجتمعوا في الحياة والموت.
وتوفيت السيدة سناء محمد رضا، اليوم السبت، بعد تعرضها لأزمة صحية ونقلها لأحد مستشفيات التجمع الخامس لتلقى ربها، وتم دفنها فى مقابر العائلة وبجوار ابنها الشهيد منسى، عقب صلاة المغرب فى مقابر الروبيكى بمدينة العاشر من رمضان.