"ورد وشيكولاتة وكتاب".. صداقة جمعت البابا شنودة والشيخ الشعراوي
هل يتناول فيلم "بابا العرب" تفاصيل العلاقة بين البابا والشيخ؟
الشيخ الشعراوي والبابا شنودة الثالث
"بابا العرب".. أحدث الأفلام التي من المقرر أن تتناول السيرة الذاتية للبابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة المرقسية، الذي غادر دنيانا يوم 27 مارس من عام 2012، وهو من مواليد 3 أغسطس عام 1923.
من المتوقع أن تبدأ تصوير المشاهد الأولى من فيلم بابا العرب، خلال شهر نوفمبر المقبل، بعد الانتهاء من كل التحضيرات المتعلقة باختيار أماكن التصوير، والملابس، والديكور، بخلاف الحصول على جميع الموافقات والتصاريح الخاصة بالتصوير من الجهات المعنية.
وعلمت "الوطن" أن سيناريو الفيلم لم يتطرق إلى علاقة الصداقة الكبيرة التي جمعت البابا شنودة والشيخ محمد متولي الشعراوي.
البابا شنودة الثالث، كان رجلًا محبوبًا من الجميع، ويتميز بطلاقته في الشعر واللغة العربية، اللذان كان بداية صداقة حقيقية جمعته بالشيخ محمد متولي الشعراوي، ومبارزتهما اللغوية والشعرية خلال اللقاءات التي كانت تجمع بينهما.
العلاقة بين البابا شنودة الثالث، والشيخ الشعراوي، بدأت عقب إجراء الشيخ عملية جراحية في الخارج، وبعث إليه البابا، وفدًا لزيارته مع "علبة شيكولاتة" وباقة من الزهور، مع تمنيات له بالشفاء العاجل.
بعد عودة الشيخ الشعراوي من رحلة علاجه، قرر زيارة البابا شنودة، بمقر الكاتدرائية، حيث استقبله وفدًا من كبار الأساقفة والقساوسة، وهو اللقاء الذي استمر بين البابا والشيخ لمدة تزيد عن 3 ساعات، وحسب التصريحات الصحفية التي خرجت وقتها عن هذه الزيارة، تبادلا خلالها الطرفين في الحديث عن الأدب والشعر، وترديد كل منهما لعدد من الأبيات الشعرية، فضلًا عن المزاح فيما بينهما، عنما سأل الشيخ، عن آخر قصيدة كتبها البابا، ليرد عليه الأخير "مكتبتهاش لسه"، لتعلو الضحكات، ويستأنف البابا "لعلك تقصد أحدث قصيدة، وهناك فرق".
وخلال اللقاء، قدّم البابا شنودة، كتابًا إلى الشيخ الشعراوي، وطلب منه الأخير أن يقوم البابا بكتابة إهداءً في مقدمة الكتاب، وبدوره قدّم الشيخ، "عباءة" هدية إلى البابا، الذي بادره بتأكيده أننا جميعًا نعيش تحت عباءة واحدة.
تعددت اللقاءات بين البابا شنودة والشيخ الشعراوي، باعتبارهما من أهم رموز الدولة المصرية في مناسبات كثيرة، فضلًا عن زيارة البابا للشيخ في المستشفى عندما ساءت حالته الصحية قبل منتصف تسعينيات القرن الماضي، وفي بعض المناسبات التي تجمعت بين الرمزين، كان يساعد البابا الشيخ سواء في النهوض، أو الجلوس.
الشيخ الشعراوي من مواليد 15 إبريل 1911، ورحل عن عالمنا يوم 17 يونيه 1998.. وكانت تزين صورته مكتب البابا شنودة الثالث، الذي كان يؤكد في أحاديثه أن الشيخ كان "صاحبه" وصديقًا وفيًا، صلى وأضاء الشموع من أجله، ورحيله سبب له ألمًا كبيرًا.
فيلم بابا العرب، سيناريو وحوار وإخراج ألبير مكرم، وإشراف عام عبدالله منصور، وبروديسور فدوى رفيق ومنتج فني نبيل صبحي، والفيلم من إنتاج شركة الريماس للإنتاج الفني "إبراهيم إسحق"، إحدى شركات مجموعة إسحق جروب.
وكشفت الشركة عن الأفيش المبدئي للفيلم والفيديو التشويقي للعمل، وأكدت في بيان لها، أن الفيلم يضم مجموعة كبيرة من الفنانين، سوف يتم الإعلان عنهم في وقت لاحق، وأن بطل الفيلم الذي يجسد شخصية البابا شنودة الثالث سوف يكون بمثابة مفاجأة كبيرة.