داخل حفرة أو بأيدي الشركاء.. "لعنة الآثار" تنهي حياة عامل في الشرقية
البحث عن الكنز المدفون في باطن الأرض حلم يراود الكثير من الباحثين عن الثراء السريع غير المشروع وباعتقاد خاطئ قد يشوبه الصواب أحيانا يتم تحديد مكان داخل منزل أو قطعة أرض بأنه يحتوى على آثار ويتبلور الاتفاق بين صاحب الأرض في وأشخاص آخرون بينهم دجال أو مشعوذ وسرعان ما يبدوأ تنفيذ أعمال حفر تمتد لعدة أمتار ربما ينتهي الأمر بانهيار الحفرة فوق رأس أحدهم وتضم جثته بين طياتها أو خلافات بين الشركاء تنتهي بالتخلص من أحدهم وبالآخرين خلف القضبان، ما سبق مشاهد متكررة وقعت في محافظة الشرقية على فترات مختلفة.
قبل نحو 20 يوما اختفى شاب بقرية ميت حمل التابعة لمركز بلبيس في ظروف غامضة وبدأت أسرته رحلة بحث طويلة بالتردد على المستشفيات وأقسام الشرطة وسؤال الأصدقاء والأقارب وفي كل مرة يعودون بلا فائدة حتى فوجئوا بأهالي يخبرونهم بالتوجه إلى المصرف المار أمام القرية قائلين "لقينا جثة.. تعالوا شوفوها".
سارع عدد من أفراد إلى مكان المصرف تسابق دقات قلوبهم خطوات أرجلهم التي كادت تتعثر في الطريق أكثر من مرة كلما تخيلوا أنها يمكن أن تكون جثة ابنهم وتختلط توقعاتهم بأمل ألا تكون جثته وأنه بخير وسيعود سليما معافى إلا أن بدأ الأمل يتبدد، فمجرد الوصول فوجئوا بمشهد "صادم" فالجثة مكبلة اليدين والقدمين بها آثار جروح وتشير كافة الشواهد إلى أنها جثة ابنهم وهو ما تأكد من خلال فحوصات الطب الشرعي.
كان اللواء إبراهيم عبدالغفار مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا بتلقي المركز بلاغا بالعثور على جثة "عامل، يبلغ من العمر 35 عامًا، مُقيم بقرية ميت حمل التابعة لمركز بلبيس بأحد المجارى المائية بالقرية، موثوق اليدين والقدمين من الخلف ما يدل على وجود شبهة جنائية.
انتقلت قوة من ضباط مباحث المركز لإجراء الفحوصات والتحقيقات اللازمة، وبسؤال شقيقيه قررا بخروجه من المنزل بتاريخ 10 الجاري وعدم عودته مرة أخرى حتى العثور على جثته.
وتوصلت تحريات فريق البحث المُشكل برئاسة قطاع الأمن العام ومشاركة إدارة البحث الجنائى بالشرقية، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة 6 أشخاص، لاثنين منهم معلومات جنائية، جميعهم مُقيمون بدائرة المركز. وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافهم وضبطهم وبحوزة ثلاثة منهم "قطعتي سلاح أبيض "مطواة" - دراجة نارية.
بمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة، وقرر أحدهم بقيامه بالاشتراك مع "عامل، مُقيم بمحافظة القاهرة بالنصب على بعض أهالي قريته ومن بينهم المجني عليه والتحصل منهم على مبالغ مالية بزعم قيامهما بالتنقيب عن الآثار واستخراجهما لقطع أثرية وإيهامهم بإعادتها بأرباح طائلة، ونظرًا لمطالبة المجنى عليه له بإعادة تلك المبالغ وتهديده بفضح أمره بين أهالى القرية عقد العزم على التخلص منه بالاتفاق مع باقي المتهمين. وبمواجهة باقي المتهمين بما جاء باعترافه أيدوها، كما تم ضبط العامل والذي أقر بما جاء بالاعترافات. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق. وقررت حبسهما 15 يوما على ذمة التحقيق.
الحفرة انهارت فوقه فاستخرج شركائه جثته وألقوها على طريق عام ببلبيس ليبعدوا عنهم أي شبهة إلا أنهم سقطوا في يد الشرطة خلال ساعات قليلة وكانت المفاجأة أن المتهمين من أقارب المتوفى.
كان مركز شرطة بلبيس بمديرية تلقى إخطارا بالعثور على جثة أحد الأشخاص (نجار - مُقيم بدائرة المركز) بالقرية محل إقامته وبها سحجات متفرقة.
وتوصلت جهود فرق البحث إلى حفر وتنقيب المتوفى عن الآثار، بالاشتراك مع 4 أشخاص من أهله جميعهم مُقيمون بدائرة المركز، بمنزل أحدهم "ملاصق لمنزل المتوفى" وفي أثناء الحفر سقط المتوفى داخل الحفرة، فاستخرجوه وتخلصوا من جثته بإلقائها بمكان العثور.
وعقب تقنين الإجراءات، أمكن ضبط 3 من المتهمين، وبمواجهتهم اعترفوا بالحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار بمنزل المتهم الهارب وقرروا أنَّه حال حفر أحدهم سقط داخل الحفرة فنزل المتوفى لإنقاذه فسقط بجواره، فحاول باقي المتهمين إنقاذهما، وتمّ إنقاذ أحدهما وتوفي آخر حال استخراجه، فقرروا التخلص من جثته عبر نقلها باستخدام سيارة ربع نقل "ملك أحدهم" وبالاستعانة بأحد جيرانهم "حداد - مُقيم بذات القرية"، وجرى التخلص منها بإلقائها بمكان العثور.
أمكّن ضبط الأخير الذى أيد ما جاء بالاعترافات، وبفحص مكان الحفر بمنزل المتهم الهارب تبين وجود حفرة داخل إحدى غرفه (بمساحة 1.5 × 1.5 متر بعمق 12 مترا تقريباً)، وكذا الأدوات المستخدمة في الحفر، وتمّ بإرشاد أحدهم ضبط السيارة المستخدمة في نقل الجثة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
في السياق نفسه هناك جثث فقدت أسفل حفر انهارت على الموتى أثناء التنقيب على الآثار ولم يتم استخراجها لتعذر الوصول إليها.
داخل شارع يتراوح عرضه ما بين 5 أو 6 أمتار تتناثر على جانبيه منازل مبنية من الطوب الأحمر وأخرى قديمة من الطوب اللبن بقرية كرديدة التابعة لمركز منيا القمح قام "م . ر. ع " 30 عاما وآخرون بالتوجه إلى أحد المنازل القديمة والتي أعتقدوا أنه يوجد به آثار أعمال وجلبوا العدة اللازمة للحفر وما أن تجاوزت أعمال الحفر 6 أمتار انهالت على الشاب الثلاثيني ليسارع شركاؤه بالفرار.
وقفت أسرة "شاب" الذين حضروا من القاهرة "مقر إقامتهم" بالقرب من أنقاض المنزل يأملون فقط في الحصول على جثة ابنهم لدفنها بمقابرهم . ورددت الأم عبارات: " روحت للموت برجيلك.. عاوزين بس الجثة .. وأزوه في قبره". مشيرة إلى أنه كن توجه برفقة زوجته إلى مدينة الزقازيق لزيارة عائلتها ثم علمت أنه ترك زوجته وتوجه للتنقيب عن الآثار بمنيا القمح .
ساعات طويلة مضت قامت خلالها الجهات المعنية بالبحث عن الجثة على مدى نحو يومين ثم أوقفت عمليات البحث لتعذر الوصول للجثة وعادت أسرة الفقيد تتجرع مرارة الحزن والفقد .
ما حدث في منيا القمح تكرر أيضا في مركز بلبيس حيث أوقفت الأجهزة الأمنية البحث عن جثة دجال انهالت عليه الرمال في حفرة، أثناء التنقيب عن الآثار بمنزل بمنطقة صحراوية ببلبيس بمحافظة الشرقية، بعد البحث لعدة ساعات.
كان مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا يفيد تلقي مركز شرطة بلبيس بلاغا بمصرع "ا . م ."، 50 عاما، إثر انهيار الرمال عليه في حفرة أثناء التنقيب على الآثار بقرية جلفينا التابعة لمركز بلبيس. وانتقلت قوة من الشرطة لإجراء الفحوصات والمعاينات اللازمة، وتبين أن المنزل بمنطقة صحراوية واستعان مالكه بدجال وعامل للتنقيب عن الآثار. وأثناء قيامهم بأعمال الحفر، توجه الدجال إلى أسفل موقع الحفر لمعاينة المكان، فانهالت عليه الرمال وجدران المنزل لعمق نحو 15 مترا.ووجرى الدفع بمعدات للبحث عن الجثة، وبعد التوصل إلى عمق نحو 12 مترا توقفت أعمال البحث، نظرا لاستمرار تدفق الرمال في الحفرة . وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق. وجرى ضبط صاحب المنزل والعامل وقررت النيابة حبسهما .