صرخات أهالي وضحايا بالكوم.. حكاية "طريق الموت" بحدائق الأهرام (صور)
الأهالي: "هيبقى في كل يوم واحد ميت"
حكاية "طريق الموت" بحدائق الأهرام
طريق واسع أرضه مستوية، تبدو كأنها مضمار سباق لإغراء السيارات للانطلاق بأقصى سرعة لها وكأن ما أمامها سراب، دون السماح لأي من الأهالي بالعبور إلى الجهة الأخرى، خاصة وأن الطريق لا يوجد به سلم للمشاة يضمن لهم مرور آمن، ما يتسبب في تكرار حوادث السير، دون حول أو قوة من الأهالي.. هنا طريق حدائق الأهرام، الرابط بين منطقة الرماية وحتى الفيوم، أو بالأخرى "طريق الموت".
صرخات الأهالي على طريق حدائق الأهرام أضحت شيئًا اعتياديًا، أرواح المواطنين من الشباب والسيدات وحتى الأطفال تُزهق بشكل شبه يومي، والاستغاثات بوجود حل لما يحدث وإيقاف نزيف الدماء لا تهدأ، وحينما يحل الظلام ويعتم على الطريق الذي تغيب عنه أعمدة الإنارة، يصبح كل شيء أسود، ولا يضىء الطريق سوى كشافات السيارات التي لا تغني من جوع، فيما تتسبب في فقدان رؤية للضحايا، والذي جاء آخرهم اليوم عقب مصرع أحد الأشخاص أثناء تخطي الطريق أمام "بوابة أحمس".
في 29 من أكتوبر الماضي، فقد شخص حياته إثر اصطدام سيارة مسرعة به على الطريق المشؤوم، ويوم 19 م الشهر ذاته، حزنت قلوب الآلاف على مصرع الطفل عمر عصام عبدالستار، أمام البوابة الثانية، قبل بدء الدراسة بيوم حينما كان في طريقة لشراء مستلزمات المدرسة برفقة صديق له، فيما توفى شاب يدعى أحمد.أ 19 سنة أمام البوابة الأولى، بينما لقت فتاة تدعى آمال حسني مصرعها أمام البوابة الثانية، ومن قبلها صدم إحدى السيارات شاب يدعى محمد ياسر ليسقط أرضًا ويفارق الحياة.
أهالي حدائق الأهرام أصبحوا يعيشون مأساة حقيقية، وفقًا لما قاله هشام محمد أحد سكان الأهرام والشاهد على أحد الحوادث التي وقعت مؤخرًا على الطريق، لافتًا أنه أمر أسرته وجيرانه بعدم عبور الطريق ليلًا، مع توخي الحذر خلال التواجد عليه في أي وقت.
وأكد "هشام" لـ"الوطن"، أنهم أرسلوا عدة شكاوى لمحافظة الجيزة عن طريق التواجد المباشر، أو الإرسال عبر البريد ولكن دون جدوى، على أمل أن يسمع لهم مسؤول وينقذ أرواح أخرى من مصير قاسي، "لو محدش عمل أعمدة نور سريعًا وكبري مشاة للناس، هيبقى في كل يوم واحد ميت".
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دشّن أهالي المنطقة وأصدقاء الضحايا هاشتاجات تطالب بإيجاد حل آمن لعبور الطريق، وعودة حقوق من زهقت أرواحهم هباءً على "طريق الموت"، وأرفقوها بصور لهم، وسط حالة من الحزن والألم سادت بينهم، عبرت عن مدى الفقد الذي شعروا به، داعين الله أن يرحمهم.