راودهم الحنين إلى الماضي واستعادة ذكريات عمرها أكثر من نصف قرن، حين التقى العشرات من المسنين بمدرستهم "حسين سعيد الإبتدائية" جنوب مدينة الغردقة، في حدث فريد من نوعه عكس لمسة وفاء للمدرسة التي جمعتهم منذ 50 عامًا، وسط فرحتهم باللقاء بعد عشرات السنين من الفرقة، وحرصوا على التقاط الصور التذكارية في المدرسة التي عاشوا فيها طفولتهم، قبل إزالتها وبنائها من جديد.
البداية كانت علمهم بقرار مديرية التربية والتعليم بإزالة المدرسة لإحلالها وتجديدها، تحت إشراف هيئة الأبنية التعليمية، ما حرك في أفئدتهم مشاعر الحب التي عاشوها وسط تلك الجدران التي احتضنت طفولتهم، فسارعوا إلى تحديد موعد للقاء بالمدرسة وإلقاء نظرة الوداع على ذكريات الماضي الجميل وتوثيق ذلك بالصور التذكارية في لمسة وفاء وشعور بالحنين.
واجتمع العشرات من خريجي مدرسة حسين سعيد الابتدائية وجميعهم من الأجداد ومعظمهم تعدي سن المعاش وأحدهم قام بتوزيع الحلوى والشيكولاته بفرحة اللقاء وتجولوا داخل فصول المدرسة، يروي كلا منهم ذكريات الطفولة والتقط عدد منهم صور داخل الفصل الدراسي الذي كان يجمعهم في الصف الأول الابتدائي.
يقول "مجدي صدقي" بالمعاش، وأحد خريجي مدرسة حسين سعيد الابتدائية: تلقيت اتصالاً هاتفيًا من زميلي شاذلي أبو الحسن، أكد لي أنه على موعد مع أصدقاء الطفولة من خريجي المدرسة، فشعرت بالحنين للماضي الجميل، وقررت مشاركتهم تلك اللحظات النادرة".
ولفت إلى أن مرور عشرات السنين على ذكرى تخرجهم من المدرسة وأغلبهم تخطى سن المعاش: "عدنا بالذاكرة لمرحلة الطفولة وتجولنا داخل الفصول والتقطنا صور تذكارية داخل فصلنا الذي التحقنا به عام ١٩٦٦ منذ ٥٤ عامًا".
واسترجع "صدقي" في حديثه لـ"الوطن" ذكرياته في المدرسة، مشيرًا إلى أن السور كان عبارة عنم ساتر ترابي ودشم من "الدبش" وحينها كانت مدينة الغردقة تعيش كواليس الحرب منذ ٦٧ حتى ٧٣.
وأعرب "شاذلي أبو الحسن" عن سعادته بلقاء رفقاء الطفولة مؤكدا أن عددًا كبيرًا من الزملاء، سيدات ورجال، رحبوا بالفكرة لإلقاء نظرة أخيرة علي المدرسة قبل هدمها: "قضينا فيها أجمل أيام الطفولة، والأستاذة عزيزة مبارك مديرة المدرسة الحالية كانت الأوفر حظا بيننا لأنها خريجة نفس المدرسة وعملت معلمة بنفس المدرسة ولم تفارقها طوال حياتها" موضحا أن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت لقاءهم مرة أخرى.
يعود تاريخ إنشاء المدرسة إلى شهر يوليو عام ١٩٦٦ في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ووفقًا لمحمد إبراهيم، مدير إدارة الغردقة التعليمية، قرر تعليم الغردقة إخلاء المدرسة ونقل الطلاب إلى مدرسة عثمان بن عفان، عقب صدور قرار بإحلال وتجديد المدرسة تحت إشراف هيئة الأبنية التعليمية.
تعليقات الفيسبوك