نقود جديدة تلمع كالذهب من فئة الجنيه والنصف جنيه، حصل عليها بالصدفة عادل الجندي لأول مرة منذ عامين، عند شرئه تذكرة مترو لتوصيل خطيبته إلى منزلها عقب نزهة قضياها معا، فأعطاها تلك النقود التي اندهشت منها وفرحت بها كطفل صغير رغم أنها لم تتجاوز جنيهين، "طارت من الفرحة وكأنني منحتها ماسة"، فكانت هدية بسيطة حرص على تقديمها لها كلما التقاها فى فترة الخطوبة، واستمرت حتى بعد الزواج وإنجاب طفلتهما الأولى، لتجمع الزوجة مبلغا لا بأس به وتقرر الاحتفاظ به وإهدائه لأبنائها فيما بعد وتخبر بسر هدايا والداهم لهم.
طبيعة عمل "الجندى" بإحدى دور النشر والمكتبات الإلكترونية تتطلب السفر من محل إقامته ببنى سويف إلى القاهرة يوميا، وابتعاده عن خطيبته التي تقيم بمحافظة الشرقية، آنذاك، دفعه إلى أن يجمع تلك النقود الجديدة التي كان لها وقع كبير فى نفسها، فكان يحرص على ألا يخلو جيبه منها قائلاً "عودتها إني كل ما أسافر أو أغيب عنها ساعات وأشوفها أديها جنيه واحد أو نص جنيه حسب الموجود، بشرط يكون جديد فيه بريق شديد كأنه دهب".
عادل يفاجئ خطيبته بهدية 200 جنيه "فكة" جديدة في كتب الكتاب
واستمرت العلاقة بين عادل وخطيبته بهدايا النقود الذهبية إلى أن وصلت لكتب الكتاب، ولم تتوقف هدايا الجنيهات الجديدة، حيث فاجأ العريس الحاضرين بنقود بلغت 200 جنيها من فئتي الجنيه والنصف جنيه قدمها كهدية لها بمناسبة عقد القران، فاندهشت الأسرتان وتعالت أصواتهم بالضحك تارة والسؤال عن سر هذه الهدية بالتحديد تارة أخرى، لكنها بالطبع كانت كنز سمين بالنسبة لخطيبته التى تهوى ذلك: "شيء بسيط.. عرفت إنه بيسعدها ويفرحها، هي بتفرح به زى الأطفال وأنا بفرح لفرحها".
الزوجة اندهشت من كيفية حصول زوجها على الجنيهات الجديدة
على مدار عامين جمعت الزوجة تلك النقود وكانت تتعامل معها كما لو أنها قطعة نفيسة من الذهب ووضعتها فى صندوق أنيق اشترته خصيصا للاحتفاظ بها لحين تكبر ابنتهم "لولى" وتخبرها بسر هدايا والدها لها، "ماعديتهمش كام لكنهم اكتر من 500 جنيه" وكان الزوجة فى كل مرة تندهش من أين حصل الزوج على هذه النقود البراقة.
وربما كانت الهدية بسيطة جدا فى قيمتها لكن الحصول على تلك الجنيهات لم يكن سهلا، ففى البداية فكر عادل في أن يحصل على مبلغ من تلك النقود فوجهه البعض إلى البنك ثم البريد، لكنه لم يعثر عليها فى هذا ولا ذاك فما كان منه إلا أن عاد إلى المصدر الأصلي الذي حصل منه على تلك الجنيهات للمرة الأولى وهو صراف تذاكر محطة المترو، الذي صدمه بالرفض نظرا لأنه يستخدمها فى تبادل بيع التذاكر للجمهور "قالي هدي الناس باقي فلوسها إزاي"، فلم يستسلم وفكر فى طريقة يعثر من خلالها على جنيهات "فكة" لسيتبدلها بأخرى جديدة من بائع التذاكر بعد أن وافق على طلبه فى مقابل ان يعطيه "فلوس فكة" بدلاً من الجديدة وحصل على 100 جنيه فى المرة الأولى "الفلوس كانت متبرشمة كل 10 جنيه لوحدها".
عادل: من كل 5 جنيه اشتريت بجنيه لبان لأحصل على باقى 4 جنيهات "فكة"
وكانت العقبة الثانية فى طريق عادل هى توفير جنيهات "فكة" لسيتبدلها من صراف التذاكر بجنيهات جديدة، ففكر أن يشترى من كل 5 جنيهات أشياء من فئة الجنيه والنصف حتى يتمكن من العثور على 4 جنيهات أو 3 على الأقل "فكة": "لفيت على 20-30 بقال بالشكل ده.. كنت اشترى منه لبان ومنايل وبسكوت وجاحات تافهة تخليه تضطره يفك الخمسة عشان جنيه"، حسبما روي لـ"الوطن".
قبل عامين تعرف "عادل" على زوجته خلال حفل توقيع إحدى روياته بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فنشأت بينهما علاقة تقدم على أثرها لخطبتها بعد رفض شديد من أسرتيهما نظراً للمسافة البعيد بين الطرفان فإحداهم من الشرقية والأخر من بنى سويف فكانت أسرة العريس لا تحبز السفر بيما كانت أسرة العروس لا ترغب أن تبتعد عنهم ابنتهم كل هذه المسافة، لكن إصرارهم على استمرار العلاقة دفعت الأسرتين على الموافقة "أقنعت أهلي ووافقوا.. وفضلنا مصرين على بعض لحد ما أهلها كمان اقتنعوا".
يجيد "عادل" صاحب الـ28 عام فن الكتابة والشعر وصدر له عدة روايات من بينها "ذكريات محكوم عليه بالإعدام"، "شيء منها"، و"ملاحظاتى" و"شزرات أدبية"، وعلى الرغم من تلك الروايات لم يخصص فيها شيء عن تلك المرأة التي ارتبط بها إلا أنها بحسب قوله موجودة في كل كتاباته "ماكتبش عن رواية ولا حاجة لكن هي موظفة فى كل كتاباتي"، موضحا أن هدايا النقود الجديدة وحدها لا تكفي لإقامة حياة سعية فالتفاهم والتعاون بينها هو الدافع الأكبر، فهي تقوم بمهامها المنزلية وهو يساعدها حينما يتطلب الموقف "مش بلزمها بحاجة.. لو ما عملتش أكل بنخرج نتفسح وناكل بره إحنا الاتنين".
تعليقات الفيسبوك