"إغلاق المدارس مش ميزة".. خبراء عن المشاكل المترتبة: هنكون شخصية مشوهة
شحاتة: قرار إغلاق المدارس ستكون عواقبه سيئة للغاية على الطالب
بثينة عبدالرؤوف
بعد زيادة معدل الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بدأ بعض أولياء الأمور يناشدون الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بإغلاق المدارس تماماً خوفاً على أولادهم من الإصابة بالعدوى، والاكتفاء بالتعليم عن بعد من خلال القنوت التعليمية ومجموعات التقوية التي تتم داخل المدارس كبديل للدروس الخصوصية، الأمر الذي دفع الوزير، أمس، للتصريح خلال أحد البرامج التليفزيونية بأن "إغلاق المدارس مش ميزة" وأن الوزارة تقدم الخدمة التعليمية بأساليب مختلفة الظروف.
وأكد بعض الخبراء التربويين أن إغلاق المدارس تماماً خطوة غير جيدة سيجني عواقبها ولي الأمر والطالب والمعلم عى حد سواء، نظراً لأن كل الأساليب التي وضعتها وزارة التربية والتعليم هذا العام بسبب أزمة فيروس كورونا تكمل بعضها البعض، فلا غنى عن إحداهما مقابل الأخرى.
حسن شحاتة، خبير تربوي، يقول إن قرار إغلاق المدارس ليس من السهل اتخاذه إلا في حالة تفشي الفيروس بشكل كبير في البلاد كما حدث في الموجة الأولى، مما دفع حينها وزارة التربية والتعليم لاتخاذ تلك الخطوة، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل قبل بداية العام الدراسي في تناغم تام مع وزارة الصحة لتوفير بيئة تعليمية صحية ملائمة للحفاظ على سلامتهم.
ويوضح "شحاتة" أنه لا داعي للخوف على الطلبة أثناء وجودهم بالمدرسة طالما ملتزمون بالإجراءات الاحترازية التي شدّدت عليها وزارتا التربية والتعليم والصحة، لافتاً إلى ضرورة توقف أولياء الأمور عن مناشدة الوزير من خلال الجروبات الموجودة على "فيس بوك" بإغلاق المدارس وإثارة القلق والخوف بين الطلبة دون ما يستدعى لذلك، خصوصاً أن معدل الإصابات في المدارس بسيط لا يذكر.
ويشير الخبير التربوي إلى أن قرار إغلاق المدارس ستكون عواقبه سيئة للغاية على الطالب لكونه هيفقد إما سنة من عمره أو تعلم أسلوب جديد في التعلم، والذي يتمثل في البحث عن المعلومة بنفسه ومناقشة المعلم فيها أثناء الحصة، كما أنه سيؤثر أيضاً على المعلم الذي سيُفقد دوره الذي اعتاده على مدار السنوات الماضية.
وتقول بثينة عبدالرؤوف، خبير تعليمي، إن إغلاق المدارس دون وجود ما يستدعي ذلك يعد كارثة، فبعض أولياء الأمور يعتقدون أن المدرسة جهة تعليمية فقط، وإنما هي إحدى أهم مؤسسات التربية، وعدم ذهاب الطالب لها يعني اعتماده على وسائل التكنولوجيا والإنترنت، الأمر الذي سيترتب عليه جيل مشوه، على حد قولها.
بثينة: أغلب دول أوروبا محافظة على العملية التعليمية رغم ارتفاع معدلات الإصابة لديها
وتشير "بثينة" إلى أن أغلب دول أوروبا رغم ارتفاع معدل الإصابات فيها لأكثر من 1000 حالة يومياً، إلا أنها محافظة على العملية التعليمية بالمدارس، لأنها مدركة خطورة إغلاقها على الطلبة، مضيفة: "المدرسة بتوفر للطالب حياة اجتماعية متكاملة بيتعامل فيها مع زملائه ومعلمين، فيها توجيه وتربية وتعليم، لو فقدنا ده كله وسمحنا للطلبة بالمكوث في البيت، فإحنا كده بنساعد إننا نخلق شخصيات مشوهة".