مخرج مسرحية "ديجافو": تجربة مختلفة تقدم الفلسفة في إطار كوميدي
المخرج المسرحي أحمد فؤاد
مع مطلع الشهر الجاري بدأ عرض مسرحية "ديجافو" للمخرج أحمد فؤاد والمأخوذة عن النص السويسري "إثبات العكس" للكاتب أولفيه شاشياري، على خشبة مسرح الهناجر وقد حققت المسرحية نجاحا كبيرا على المستوى النقدي والجماهيري.
وإلتقت "الوطن" المخرج أحمد فؤاد الذي أكد أنه لم يكن يتوقع النجاح الذي حققته المسرحية، حيث إنه خلال أغلب أيام العرض كانت تعرض المسرحية وهي كاملة العدد بالرغم من تلك الظروف، وكان دوما الجمهور يحافظ على الإجراءات الاحترازية خلال الحضور.
وأوضح "فؤاد" أنه بعد تحقيق ذلك النجاح تم فتح موسم جديد للمسرحية بشكل مباشر بعد انتهاء الموسم الأول، وسيستمر عرض المسرحية حتى 2 ديسمبر المقبل، مضيفا أن نجاح مسرحية "ديجافو" الحقيقي يكمن في أنه استطاعت أن تصل للجمهور العادي وليس الجمهور المهتم بالمسرح فقط، مؤكدا أن هذا النجاح جاء بعد مجهود كبير حتى يصل العرض للجمهور الحقيقي.
وقال "فؤاد" إن نجاح المسرحية يعود لفريق العمل الذي ظل فترة طويلة يعمل على العرض المسرحي لمدة تصل إلى 4 أشهر، وعن تقديمه لنص سويسري أكد أنه لا يهتم بجنسية النص المقدم بقدر ما يهتم بما يحمله من فكرة يتم إيصالها للجمهور، وهل سيتفاعلون مع الفكرة أم لا ومدى تأثيرها عليهم، والأمر يعود لدراسة الفلسفة في الأساس، "كنت في البداية أعمل على عروض مسرحية تسعى لتبسيط الفلسفة وإيصالها للجمهور العادي وأسعى دوما من خلال مسرحياتي أن تكون مناسبة للجمهور بكافة أفكاره واختلافها" .
وأوضح أن نص مسرحية "ديجافو" المكتوب حديثا عام 2005 استفزه كمخرج لتقديمه حيث يحمل مشكلة حقيقية ومعاصرة للناس بشكل عام ولم يتطرق لها أحد من قبل وهي فكرة تورط الإنسان فيما يحدث من حوله ولم يكن له يد فيه، وبدأت في العمل على النص وتأثير السوشيال ميديا علينا وكيف لها أن تورطنا فيما يحدث حولنا في العالم أكمل وبأن الإنسان العادي لا يملك شيئا مما يحدث حوله.
وأوضح "فؤاد" أن العرض تناول فكرة النص بشكل ساخر وتبسيط للفكرة بشكل كوميدي، ولكنه يحمل الكثير من الإثارة ولم تعتمد المسرحية على كوميديا "الإفيه" ولكنها الكوميديا النابعة من المواقف التي تمر بها شخصيات المسرحية، فالمسرحية لا تنجرف في الرأي السائد بأن الكوميديا هدفها الضحك فقط ولكننا نسعى لأن يفكر الجمهور ويعيش في حالة المسرحية.
وأوضح "فؤاد" أنه فور الإنتهاء من إعداد النص بدأ في البحث عن "كاست" الممثلين المشاركين في العرض واختار بالفعل الممثلين الذين يملكون تاريخ طويل في المسرح والأعمال الفنية بشكل عام ووافقوا حينما رأوا بأن المسرحية تجربة مختلفة وجديدة لم يقدموها من قبل، موضحا بأنه حرص على أن يكونوا الممثلين من مدارس فنية مختلفة فهناك من هم خريجين مركز الإبداع وأخرين عملوا لفترة بمسرح الجامعة، وممثلين خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية مما أثقل العرض المسرحي لإختلاف توجهاتهم أفكارهم حيث أنهم شاركوا في تطوير فكرة المسرحية خلال البروفات الأولى.
وتابع: "وعلى مستوى الديكور جلست مع المصمم أحمد أمين لكي نصمم ديكور يعبر عن فلسفة العرض من خلال ديكور بسيط بألوان هادئة وتكوينات بسيطة، ونفس الشئ سعينا له خلال تصميم الملابس تعبر عن فلسفة العرض، وتنوعت الموسيى ما بين الكوميديا والإثارة بإختلاف المشاهد المسرحية، وإجتمعت تلك العناصر بشكل عام لإيصال فكرة المسرحية للجمهور".
ووجه المخرج أحمد فؤاد الشكر لإدارة مسرح الهناجر ومدير مسرح الهناجر محمد الدسوقي لدعمهم لعرض مسرحية ديفاجو في مثل تلك الظروف، كما وجه الشكر للمخرج خالد جلال لدعمه الفكرة وحرصه على خروجها للنور بشكل جيد ووقت مناسب للجمهور ووافق على فتح موسم جديد للمسرحية.