من طنطا إلى مطروح، قطع مئات الأميال بحثا عن الرزق لتأمين مستقبل عائلته الصغيرة وأبنائه الثلاثة، الذين قرر تقديم كل جهده لهم حتى إن اضطره الأمر للعمل على الحدود، وتحديدا مدينة السلوم، التي لم يتوان في الذهاب إليها، لكنه لم يكن يدري أنه لن يتمكن من العودة إلى أسرته مجددا.
أحمد حسين العداوي، أب لثلاثة أبناء، أكبرهم لم يتجاوز السابعة من عمره، مازالوا بحاجة لوالدهم لتعليمهم مهارات الحياة والتعرف عليها، ولم يدخر بدوره أي مجهود لأجلهم، فعمل بمهن مختلفة حسب الحاجة، وخاصة السباكة، لينتقل مع أسرته من مسقط رأسهم بطنطا إلى مطروح لأجل العمل.
قبل حوالي 10 أيام، أبلغ أحد أصحاب مكاتب العمل في مطروح، "أحمد"، بحاجتهم لعمال في مدينة السلوم، وفقا لحديث نجل عمته إسلام إبراهيم، موضحا أن "أحمد"، سارع للسفر معهم إلى السلوم، وذلك الاثنين الماضي، ليتفاجأ قبل وصوله بمسافة قصيرة أنه ضمن مجموعة من المواطنين سيتم تهريبهم إلى ليبيا، ليقرر التراجع والعودة لمنزله، بعد يومين من السفر.
وقال إبراهيم، لـ"الوطن"، إنه بعد إبلاغ أحمد لهم لتلك الخدعة وقراره العودة، علموا أن المسئولين عن المكتب رفضوا عودته وطالبوه بأموال عديدة، ثم أخبروا أسرته بأنه تم القبض عليه من إحدى نقاط حرس الحدود.
إسلام: الخاطفون طلبوا مننا 85 ألف جنيه.. وأحمد مريض سكر وبقاله 10 أيام ما أخدش علاجه
سارعت أسرة أحمد العداوي بالبحث عنه بين نقاط الشرطة وحرس الحدود، لكنه لم يعثروا على أي أثر له، ليتلقوا صدمة بالغة الجمعة الماضية، باتصال من مواطن ليبيا، حيث يقول إسلام: "هددنا وقالنا أنهم خاطفين أحمد وعايزين 85 ألف جنيه علشان يرجعوه، ونوصلهم عن طريق الراجل اللي كان هيسفره، وإلا هيموتوه ويبيعوا أعضائه، وأحنا غلابة مش معانا، ومن ساعتها أمه ومراته هيموتوا نفسهم".
مكالمة صادمة، قلبت الموازين بمنزل الأسرة التي لم يعرف النوم طريقا لها منذ ذلك الحين، وسيطر عليها الحزن والألم البالغ، ليطرقوا كل الأبواب المتاحة لهم بين التواصل مع أعضاء مجلس الشعب بالسلوم والمشايخ والعائلات بها والتقدم ببلاغات بهذا الشأن أيضا، بينما يواصل المختطف الاتصال بهم لترهيبهم، وتمزيقهم بصرخاته المستغيثة، خاصة لكونه مريضا بداء السكري، ولم يتناول دوائه منذ ذلك الحين، ما يعرضه لخطر الوفاة "ولو حصله حاجة وقتها هيرموا جثته في الصحرا ومش هنعرف نوصله"، وفقا لقول نجل عمته.
ووجه إسلام إبراهيم وأسرة أحمد العداوي استغاثة عاجلة لمساعدة وإنقاذ نجل عمته من قبضة المختطفين الإرهابيين والتصدي لهم وإعادة الأب الأربعيني لأسرته مجددا.
تعليقات الفيسبوك