أحمد" يطهو وجبات ويوصلها لعزل مصابي كورونا
محل صغير، بالكاد يكفي لبعض الخضروات والفاكهة ومعدات الطعام، يقف بداخله موقدا شعلات النار، يعمل بهمة ونشاط على مدار 5 ساعات يوميا، من أجل إحضار طعام شهي، وعلى الرغم من أنه يُعده لأشخاص لا يتذوقون إلا أنه يحررص على دقة مكوناته، حتى تعين وجباته من تصل إليهم من مصابي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، في التغلب على الوباء.
أحمد البرديسي الشهير بـ"ميدو"، شاب من القاهرة قرر أن يمد يد العون لبعض مصابي كورونا، ويحضر لهم وجبات يومهم، على نطاق محافظتي القاهرة والجيزة، وبعد أن قدم ما في استطاعته هنا، قرر أن يتجه نحو الإسكندرية لتقديم الطعام لمصابي كورونا في عروس البحر المتوسط.
منذ الصغر يهوى "ميدو" الطهي، يضع المكونات المختلفة فوق بعضها في محاولة منه لإنتاج نوع طعام جديد، محاولات الصغير فشلت ولكن مع الوقت نجح في أن يصبح "شيف" طباخ بأحد الفنادق الشهيرة، فما كان منه إلا أن حاول مساعدة الضعفاء من مصابي الوباء التاجي، عن طريق ما يجيد فعله، وهو الطعام، ولكن دون أي مقابل مادي.
منذ الساعة 12 ظهرًا يبدأ "ميدو" في تحضير الوجيات طبقًا لاستشارة أحد الأطباء صحيًان ووفقًا للطلبات التي تأتيه من المصابين بعناوينهم، يسعى وفق حديثه لـ"الوطن"، أن تكون الوجبات مكتملة القيمة الغذائية، من حيث البروتينات والفيتامينات والكربوهيدرات والأعشاب الصحية.
"أي حد مصاب بكورونا ومعزول في المنزل يتواصل معايا وهيتم توفير وجبات صحية مجانية لحد باب البيت".. تلك الرسالة التي تركها الفتى الثلاثيني عبر حسابه بـ"فيسبوك" مرفقة برقمه، ساهمت في تشجيع المصابين للطلب، وبعد تغليف الطعام، يستلم عامل الديليفري الوجبة، عقب تعقيم نفسه بشكل جيد، ثم يوصلها للمريض دون أن يتصل به بشكل مباشر، "بيتصل بيه ويسيبله الأكل تحت من غير خدمة توصيل، كله متطوع وبالمجان".
مكونات وجبة "ميدو" لمصابي "كوفيد 19"، تتكون من "ربع فرخة، أرز بسمتي، خضار سوتيه، طبق فاكهة، أعشاب وعسل"، وهو ما نال إعجاب الكثيرين منهم، "أنا مش كسبان حاجة غير دعوات الناس ودعوتهم، ومتأكد إن ربنا هيعوضني خير".
يسعى الشيف ميدو لتغيير فكر البعض عن مصابي كورونا والحد من التنمر بهم، وطمأنه المرضى بأن هناك من يفكر بهم ويسعى لإسعادهم، "الكورونا معدية لكن مش عار، في مطاعم بترفض تعمل وجبات ليهم ومحلات فاكهة بترفض توصل ليهم خضار وفاكهة كل دا عشان عارفين أن الشخص مصاب.. الكورونا مرض لكن مش جرب.
تعليقات الفيسبوك