في الذكرى الثامنة لرحيله.. "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" كتاب "حنا" لكل عصر
ميلاد حنا
تحل ذكرى الدكتور ميلاد حنا، اليوم، وبعد 8 سنوات من رحيل أبرز كتاب ومفكري مصر في العصر الحديث، صاحب الكتب المهمة في المكتبة العربية، مثل: "أريد مسكنًا"، و"نعم أقباط لكن مصريون"، و"ذكريات سبتمبرية"، و"قبول الآخر" لا يزال كتاب "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية"، عمودًا منيرًا وسط أعماله.
والكتاب الذي استوحت منه محاور منتدى شباب العالم 2018، يعد من أبرز كتبه، وبدأ فيه ميلاد حنا بآية من سفر الأمثال وهي "الحكمة بنت لها بيتا.. شيدته على أعمدة سبعة" مكون من 8 فصول، بعد الإهداءات والتعريف بالكتاب كونه "كتاب عن مصر".
يتحدث الفصل الأول عن "مصر رقائق الحضارات"، والثاني "لن تتلبنن مصر" أما الفصل الثالث الذي عنون بـ"الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" قسم إلى (العامود الفرعوني، والعامود اليوناني - الروماني، والعامود القبطي، والعامود الإسلامي)، ثم يأتي الفصل الرابع الذي عنون بـ"انتماءات حسب المكان" وفيه يتحدث عن (العامود العربي، والعامود البحر أوسطي، والعامود الإفريقي)، ثم تتحدث الفصول الأربعة التالية عن "نظريات حول الانتماء"، و"مخاطر ضمور الخصوصية الثقافية القبطية"، و"سيمون بوليفار محور أمريكا اللاتينية"، و"جائزة سيمون بوليفار الدولية".
طوال الثمانية فصول الكتاب المنشور في 1989 في "دار الهلال" يهدف ميلاد حنا إلى تأكيد وحدة النسيج المجتمعي المصري، رغم تباينه واختلافه على مدار عصور طويلة حيث تأثرت الشخصية المصرية تاريخيا وجغرافيا بداية من العامود الأول للشخصية المصرية، وهو الفرعوني يعد الركيزة الثقافية التي يقف عليها المصريون، بصرف النظر عن انتمائه الديني أو أي من الأعمدة السبعة الأخرى، وبعدها يناقش الحضارات المتتالية تاريخيا ثم جغرافيا نظرا لطبيعة مصر الجغرافية.
وأثار حنا نقطة هامة بشأن الحضارة القبطية رافضا آراء المؤرخين الذين أعدوا انتهاء العصر القبطي مع دخول العرب مصر عام 641 م، ووصفه بإجحاف علمي وثقافي ووجداني، لأن غالبية مصر استمرت مسيحية، واللغة القبطية استمرت لغة شعبية خلال القرنين السابع والثامن، ثم حدث تأثر بين القبطية والعربية خلال القرنين التاسع والعاشر، بعدها تحدث عن الحضارة الإسلامية، حيث يرى أن الإسلام في مصر يتميز بخصائص ثقافية "فريدة"، فلا هو بالسني المصفى، ولا هو بالشيعي الزاعق.
كما تحدث حنا عن لجنة تحكيم جائزة "سيمون بوليفار" الدولية، التي أعدت الكتاب، أحد الأعمال الثقافية التي تدعم التعددية في مصر، ففي السادس من مارس عام 1998، أصدر ملك السويد كارل جوتساف براءة منح ميلاد حنا وسام النجم القطبي، وهو وسام رفيع المستوى لا يتفوق عليه حسبما جاء في نشرة إصداره إلا الوسام الذي يمنح لرؤساء الدول وحدهم.
وتسلم "ميلاد حنا" الجائزة في 19 أكتوبر 1998، بالقاعة الكبرى لمبنى اليونسكو في باريس، واقتسم حنا الجائزة مع زعيم ومحرر البرتغال من الفاشية "ماريو سوارش"، والذي انتخب أول رئيس جمهورية مدني للبرتغال عام 1986.
وحصد الراحل على عدة جوائز دولية من بينها: جائزة "فخر مصر" من جمعية المراسلين والصحفيين الأجانب بمصر عام 1998، ووسام "النجم القطبي الذي لا يخبو" بدرجة كوماندوز، من ملك السويد عام 1998، وجائزة "سيمون بوليفار" من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عام 1998، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1999. كان أيضًا عضو في المجلس الأعلى للثقافة المصري. توفي عن عمر يناهز 88 عاما.