المصريون بالخارج في عام كورونا: ملوك الجدعنة يواجهون الجائحة
أحد مصابي فيروس كورونا
رغم الغربة والبُعد آلاف الأميال بعيدا عن الوطن، لكن أيدي المصريين بالخارج كانت ممدودة لبعضهم البعض والدعم والمساندة لغيرهم من المواطنين، في الوقت الذي يعاني منه الجميع في العالم من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ليتمكنوا سويا من العبور عبر الجائحة.
وبعد عام من عمر الجائحة، التي ظهرت في البداية بالصين ثم انتقلت لغيرها من البلدان حتى اجتاحت العالم أجمع، ليسارع المصريين بالخارج، لإطلاق المبادرات لدعم العالقين والمتضررين من الفيروس في ظل الظروف العصيبة، وسبق وثمّنت السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الدور البارز للمصريين بالخارج لدعم أشقائهم من المصريين العالقين، ضمن مبادرة "خلينا سند لبعض"، مؤكدة أنّ المعدن المصري الأصيل تظهر قوته وصلابته في المحن والشدائد.
مبادرة "بيتي هو بيتك"
من بين هؤلاء المصريين، علاء ثابت، رئيس بيت العائلة المصرية في ألمانيا، الذي أطلق دعوة لمساعدة أي فرد من المصريين الموجودين أو العالقين في ألمانيا، والذي يحتاج لمساعدة، قائلا: "إحنا هنا مع بعض وفي ضهر بعض وسند لبعض لحل لأي مشكلة".
ولدت المبادرة لديه، بعد طلب مواطنين اثنين عالقين في ألمانيا وغير قادرين على العودة لمصر، ليسارع بالتواصل مع السفارة المصرية في برلين، وشركة مصر للطيران حتى تمكن من حل الأمر، ليقرر فتح بابه لجميع المواطنين لاحقا، تحت شعار "بيتي هو بيتك"، وبالفعل على مدار الفترة تمكن من احتضان ومساعدة عشرات المصريين بألمانيا.
تطوع ومساعدات مالية للمتضررين في إيطاليا
وكان للجالية المصرية في إيطاليا دور بارز أيضا، إذ عمل رئيسها الدكتور إبراهيم يونس، ودعا الكوادر الطبية لدعم المصابين بالبلاد، فضلا عن تقديم المساعدات المالية اللازمة للمتضررين، إضافة للعديد من الجهود الفردية التطوعية في ذات السياق.
وحرص يونس مع أمين عام وأعضاء الجالية المصرية بتورينو وإقاليم البيمونتي، وأوسطا الإيطاليين، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد، بإجراء لقاءات مختلفة للاستماع الى المواطنين وسرعة حلها.
الطفل ميسرة شخصية العام في النمسا
الطفل المصري ميسرة محمود، لم يتجاوز عمره الـ15 عاما، صاحب مبادرة متميزة في ظل كورونا، بدأها مطلع مارس الماضي لمساعدة كبار السن، وكانت سببا في حصوله على جائزة شخصية العام في النمسا، ليكون أول وأصغر مصري يترشح لها وينالها.
بدأ ميسرة مبادرته لمساعدة كبار السن في تلبية احتياجاتهم بنفسه، بدلا من خروجهم من المنزل وتعرضهم لخطر الفيروس، بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ كبار السن والأمهات الأكثر عُرضة للإصابة، دون مقابل مادي، حتى ذاع صيته بين مدرسته وأصدقائه وبمنطقته، حتى صار محور حديثا ضخما بالصحف النمساوية، حتى كرّمه رئيس وزراء النمسا سيباستيان كورتز، وبات ضيفا رئيسيا عبر القنوات للحديث عن نصر ودحض أعمال العنف، وظهر عبر إحدى الشاشات في أعقاب العمل الإرهابي الذي شهدته البلاد قبل شهر.
رغم عدم تمكنه من استكمال المبادرة على نفس النحو حاليا، بسبب الدراسة، لكنه يحاول تنفيذها بين الحين والآخر، فضلا عن مساعيه لتدشين مبادرات أخرى مستقبلا بما يساعد الدولة في جهودها.
ومن النمسا إلى السعودية، أطلق عادل حنفي، رئيس الجالية في الرياض، مبادرة "معاكي يا مصر"، لمساندة البلاد أمام فيروس كورونا والعبور إلى بر الأمان، على حد وصفه، وذلك عبر التفاعل مع صندوق تحيا مصر، والتبرع لحساب رقم 037037 لمواجهة الكوارث والأزمات في جميع بنوك مصر، قائلا: "ده دورنا إننا نقف جنب بعض وجمب بلدنا في الظروف دي، لأن العالم كله كان متضرر ولازم الكل يدعم بلده وأهله".
ودشنت الجالية المصرية بالإمارات العربية المتحدة، العديد من المبادرات لمساندة المواطنين المتضررين من تداعيات فيروس كورونا، مثل مبادرة "أولادك سندك يا مصر" ومبادرة "المصريين إيد واحدة"، ومبادرة "يالا نساعد بعض"، ومبادرة "فريق الطوارئ لمساعدة أي محتاج - سكن - مأكل - علاج" وكلها جهود ذاتية بحتة.