"ردد الشهادتين ولفظ أنفاسه الأخيرة".. نجل ضحية الطعن بطوخ يروي آخر لحظات والده
الأهالي: المجني عليهم كان "فيهم الروح ولم نستطع إنقاذهم لبعد المستشفى"
محمد عبد العليم ضحية الحادث
حالة من الحزن كست قرية السيفا، مركز طوخ بمحافظة القليوبية، حزنا على ضحايا حادث الطعن الذي ارتكبه أحد شباب القرية، ويدعى أحمد جمال، المحبوس حاليا على ذمة التحقيقات، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وتوافد الأهالي على عزاء الضحيتين الدكتور ضياء سلامة، والحاج محمد عبدالعليم، موظف أزهري بالمعاش، مؤكدين أن الأخير حاول الدفاع عن الأول وإنقاذه من يد المتهم، لكنه أصيب بطعنات غائرة، وأكمل أحمد جمال الطعن في كل أنحاء جسد الطبيب.
وقال عبدالعليم محمد عبدالعليم، نجل الضحية الثانية، إنه يريد القصاص العادل لوالده، مؤكدا أنه خرج على المعاش، في أغسطس الماضي، ولديه محل صغير يجلس فيه بالمنزل الذي يقع على الطريق مباشرة، مضيفا أنه كان معه أحد المصابين في الحادث، يدعى الحاج منصور، وفوجئوا بالصريخ والعويل؛ فخرجا لاستطلاع الأمر، فوجدا "ضياء" يجري مصابا وورائه المتهم، فحاولا إنقاذه إلا أن أحمد جمال طعنهما.
وأشار "عبدالعليم" إلى أنه خرج على هذه الضجة، وشاهد والده ينزف؛ فأخذه في حضنه وحاول إنقاذه، وطلب أحد أصدقائه بسيارة خاصة لنقله للمستشفى، ومعه المصاب الثاني، وظل ممسكا بيده وكانت "فيه الروح وعلى مدخل القرية ردد الشهادتين ودخل في الغيبوبة من كثرة النزيف، ولكن كانت لاتزال به الروح، وأسرعنا إلى المستشفى الجامعي ببنها، وحاولوا إنقاذه إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيره من شدة الطعنة والنزيف".
ونوه نجل القتيل إلى أن القرية لا يوجد بها مستشفى قريب أو وحدة صحية، ما تسبب في أن يلفظ والده أنفاسه الأخيرة؛ نظرا لبعد مستشفى بنها الجامعي، مطالبا أن يكون في محيط القرية والقرى المجاورة مستشفى قريب لمثل هذه الحالات الطارئة، مؤكدا ضعف الخدمات الصحية بمحل إقامتهم.
وأكد ابن عم القتيل، أن الحاج محمد كان رجل تقي وفي حاله، ولم يكن لديه دخل بالمشكلات، ويؤدي الصلوات بالمسجد، ويخدم في المساجد، وعلاقته بالله لاتنقطع، مستنكرا ما يتردد أن المتهم مريض نفسي، متسائلا: "كيف لمريض نفسي أن يقتل اثنين وإصابة 4 بهذه الجروح الخطيرة؟".
وأضاف أن المتهم كان يقصد الضحية "ضياء"، والدليل أن كل من دافع عنه، أصابه أحمد جمال، حتى تمكن منه بعد أن فشل الجميع في السيطرة عليه، وظل يطعن فيه حتى أجهز عليه.
وروى أحمد شحاته، أحد شهود العيان، اللحظات الأخيرة للقتيل ضياء، مشيرا إلى أنه وجده مصابا بإصابات خطيرة، فأخذه إلى المستشفى، وعلى بابها أمسك ذراعه بقوة، "وروحه كانت بتطلع وقال بصوت عالي يابا، ولفظ أنفاسه الأخيرة في الحال، وفشلت كل محاولات إنقاذه من الأطباء والممرضين بالمستشفى.
وأكد "شحاته" أن "ضياء" أصيب في أنحاء كثيرة من جسمه، منها الرقبة والبطن، وخرجت أمعائه، مطالبا بالقصاص العادل من المتهم لما فعله.
في السياق ذاته، أكد الأهالي أن المصابين كانوا علي قيد الحياة وقت نقلهم للمستشفى، ولكن لبعدها وعدم وجود أي مركز طبي قريب نزفوا كثيرا، ما تسبب في وفاة اثنين، وحجز اثنين آخرين في حالة خطرة، مشيرين إلي ضعف الخدمات الصحية بالقرية.
كانت النيابة العامه بطوخ، أمرت بإشراف المستشار علي حسن، المحامي العام لنيابات شمال بنها، بحبس أحمد جمال، 24 عاما، متهم بطعن 6 أشخاص في الشارع بقرية السيفا مركز طوخ، ما أسفر عن مصرع طالب طب وموظف بالمعاش، وإصابة 4 آخرين، 4 أيام علي ذمة التحقيقات، وتحريز السكينتين اللتين كانتا في حوزته، وإرسالهما للمعمل الجنائي، واستعجال تقرير الطب الشرعي حول تشريح جثتي ضحيتا الحادث، والاستعلام عن حالة المصابين لسؤالهم.
وكشف التحقيقات أن الأهالي وشهود العيان وأسر الضحايا شككوا في ما تردد أن المتهم مريض نفسي، ودفعت اجهزة الأمن بقوة أمنية لملاحظة الحالة بالقرية، خوفا من أي مشكلات أو تصادم بين أسر الضحايا والمتهم.
وطالب الأهالي بالقصاص العادل من المتهم، ودشنوا على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجا بعنوان "أحمد جمال عاقل مش مجنون"، مؤكدين أنه كان يقصد قتل طالب الطب ضياء، وظل يطارده مسافة طويله حتى أجهز عليه بعدة طعنات في أنحاء الجسم كافة، بينما أصاب كل من حاول منعه.
وأكد الأهالي أن المتهم في حاله، لكنه كان صديق للمجني عليه، وأنهم فوجئوا به يطارده بالسكينتين، وبعد ذلك أجهز عليه وكل من تدخل، وأولهم الضحية الثانية محمد عبدالعليم بركات.