المفتي: التنمر حرام شرعا ويدل على خسة صاحبه.. والتحرش الجنسي كبيرة
علام: الأسرة الذكية تستطيع أن تحتوي الخلافات وتميتها في مهدها
شوقي علام
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، خلال لقائه في برنامج "نظرة" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عرض على فضائية صدى البلد، الجمعة :"إن هناك أمراضًا اجتماعية ظهرت على قلة من الناس مؤخرًا لم يعهدها المجتمع المصري طوال تاريخه كالتنمر والتحرش وترويج الشائعات وقد ساعد على ظهورها الاستخدام غير النافع لمواقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف "علام"، أن التنمر سلوك عدواني يهدف للإضرار بشخصٍ آخر عمدًا، سواء كان العدوان جسديًّا أو نفسيًّا، وهو بهذا الوصف عمل مُحَرَّم شرعًا، ويَدُل على خِسَّة صاحبه وقلة مروءته؛ وذلك لأنَّ الشريعة الإسلامية حَرَّمت الإيذاء بكل صوره وأشكاله.
وأوضح المفتي أن المتنمر يجهل ثقافة الاختلاف والتنوع والتي تُعد سنة كونية موجودة وملحوظة في الخلق، نراها في الإنسان والنبات والحيوان، وهي مقصودة شرعًا، حيث أن الاختلاف ليس شرًّا ما دام ابتعد عن التعارض المضر بالأمة.
وأردف: "وهذه السُنة الكونية الموجودة في التنوع يقف العالم أمامها مبهورًا والذي من شأنه أن تتعدد الرؤى والأفكار، فضلًا عن حتمية العيش المشترك والحوار مع الآخر باعتبار الحوار واجبًا دينيًّا وضرورة إنسانية، فالتعدد والتنوع دليل على قدرة الله تعالى وحكمته".
كما أكد الدكتور شوقي علام، أن تطبيق القانون تطبيقًا صارمًا وكذلك العودة للأخلاق والقيم والمبادئ وتربية النفس هما خير علاج لمسألة التحرش وغيرها من المسائل السلبية موضحا، أنه لا يوجد ربط فى تبرير التحرش بين ملابس المرأة والتحرش بها؛ فالتحرش الجنسي جريمةٌ وكبيرةٌ من كبائر الذنوب وفعلٌ من أفعال المنافقين، وقد أعلن الإسلام عليه الحرب، وتوعد فاعليه بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة، وأوجب على أولي الأمر أن يتصدوا لِمَظَاهِرِهِ المُشينة بكل حزم وحسم، وأن يأخذوا بقوة على يد كل من تُسَوِّل له نفسُه التلطخَ بعاره.
وأشار المفتي إلى حضور مكانة المرأة على مر الأزمان وخاصة العصور الزاهرة كعصر النبي (صلى الله عليه وسلم) وما أعقبها، فقد كانت المرأة لها دور لا يستطيع أحد من الرجال القيام به، حتى أنه قد وُجد من خلال التراجم عدد كبير من النساء في سند العلوم المختلفة مما يؤكد على ارتياد المرأة المجال العلمي وريادتها فيه، مما جعل بعض الرجال يفخرون بأنهم تعلموا وتلقوا العلم عن بعض النساء؛ وهذا كله ينفى ما يردده بعض المغرضين بأن الشريعة الإسلامية تمنع المرأة من الخروج من بيتها أو تمنع عنها العلم، بل تحرص الشريعة وتدعو المرأة للوصول إلى أقصى الدرجات العلمية، والتمتع بكل حقوقها المشروعة.
ونبّه مفتي الجمهورية إلى أننا لا نمن على المرأة عندما ندعو للعناية بتعليمها وتثقيفها فهو حقها الأصيل الذي سلبته العادات والتقاليد الموروثة الخاطئة فضلًا عن دعاوي المغررين، حتى أنها لا تقل في تدينها عن الرجل بل يظهر تمسكها وحرصها على دينها وحياتها في حالات عديدة فربما تكون كالرجل أو أكثر عند تلفظه بالطلاق في الحرج والخشية فتسعي وتحرص على معرفة موقفها الشرعي.
وأضاف المفتي، أن الزوجة المصرية في أغلب الحالات داعمة لزوجها وأسرتها في كل شئون الحياة، ومحافظة على كيان الأسرة، ومكملة لشخصية الرجل في البيت وليست ملغاة، وعليها أن تساعد زوجها في إدارة المنزل، التي تنجو بها سفينة الأسرة، انطلاقًا من المودة والعشرة الطيبة وهو أمر تتميّز به المرأة المصرية والعربية.
وعن الخلافات الأسرية واستخدام العنف داخل الأسرة قال المفتي: "نحن في حاجة ماسة وشديدة إلى إدارة حضارية للخلاف الأسري؛ لأن هذا الخلاف الأسري هو ظاهرة موجودة وواقعة لا يمكن أن تنفك عنها أسرة سواء حصل الخلاف بنسبة كبيرة أو بنسبة صغيرة، لكن الأسرة الذكية والرشيدة والعاقلة هي التي تستطيع أن تحتوي هذه الخلافات وتميتها في مهدها".
وأضاف فضيلة المفتي، أن الزوجة المصرية في أغلب الحالات داعمة لزوجها وأسرتها في كل شئون الحياة، ومحافظة على كيان الأسرة، ومكملة لشخصية الرجل في البيت وليست ملغاة، وعليها أن تساعد زوجها في إدارة المنزل، التي تنجو بها سفينة الأسرة، انطلاقًا من المودة والعشرة الطيبة وهو أمر تتميّز به المرأة المصرية والعربية.