أستاذ فيروسات: طفرات كورونا ببريطانيا قد تجعله يختفي أو يصبح أشرس
العوضي: إذا حدثت الطفرة في جينات انقسام الفيروس فإنها تمنع تكاثره
الدكتور مصطفى العوضي أستاذ الفيروسات والهندسة الوراثية
أكد الدكتور مصطفى العوضي، أستاذ الهندسة الوراثية والفيروسات بالمركز القومي للبحوث، أن الطفرات أو التحورات التي يشهدها فيروس كورونا، والتي تؤدي لظهور سلالات جديدة منه، حسبما حدث في بريطانيا مؤخرا، يمكن أن تجعل منه فيروسا أكثر شراسة، لكنها في المقابل يمكن أن تؤدي أيضا إلى أن يختفي أو يقل معدل تكاثره، حسبما ذكر أحد الأطباء الذين يعملون في بريطانيا أمس.
وأضاف العوضي موضحا في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «يمكن للطفرات أن تحدث في الجينات الخاصة بانقسام الفيروس، مثل الجين المسئول عن إنزيم البوليميريز على سبيل المثال، وبالتالي يقل انقسامه وتكاثره، مثلما قال الطبيب الذي يعمل في بريطانيا، فهذا كلام صحيح بالفعل، لكن في الوقت نفسه فإن من الصحيح أيضا أن هذه الطفرات يمكن أن تجعله أكثر شراسة، والاحتمالين واردين».
لا يمكن التنبؤ
وأكد «العوضي» أنه لا يمكن التنبؤ بـ أو ترجيح أي من الاحتمالين، حيث إن ذلك يتوقف على «عوامل كثيرة جدا، تتعلق بالعائل، أي الانسان الذي يصاب بالفيروس، والضغوط التي يقوم بها الجهاز المناعي للعائل على الفيروس».
وكانت بريطانيا قد أعلنت مؤخرا اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد بها، قادرة على إصابة خلايا الإنسان بشكل أكبر من ذي قبل ما يعني زيادة معدل قابلية العدوى والتفشي بنسبة تصل إلى 70%، وبحسب تقرير حديث لبي بي سي، فإنه بالرغم من أن هذه السلالة الجديدة أكثر قدرة على الانتشار، إلا أنه لا يوجد دليل حتى الآن على أنها أكثر فتكا، رغم ما يحتاجه الأمر من مزيد من الرصد والمتابعة.
الطفرة القاتلة
وعن الطريقة التي يمكن أن تجعل الطفرة التي تحدث في الفيروس تؤدي لتلاشيه، قال العوضي: «ما يجعل الفيروس يتكاثر مجموعة من الجينات، داخل الجينوم الفيروسي، المسئولة عن انقسامه أو تكاثره، وهذا الجزء لو حدثت فيه طفرة فإنها لا تجعله يقوم بوظيفته تلك، وتجعله لا يذهب للمكان الذي ينقسم أو يتكاثر فيه في الخلية، وبالتالي يتوقف تكاثره».
ولفت أستاذ الفيروسات إلى أن بعض الأدوية التي تعالج الفيروسات بصفة عامة، تحاول إحداث مثل هذا النوع من الطفرات، وتجعل الفيروس يفقد قدرته على الانقسام أو التكاثر، وبالتالي لا يخرج من الخلية، أو يدخل كنسخة واحدة ويخرج نسخة واحدة، مثلما دخل، وهو ما يسهل قدرة الجسم على هزيمته أو قتله، على عكس ما يحدث عندما يدخل الخلية كنسخة واحدة ويخرج منها 200 أو 300 نسخة، ليصيب مثل هذا العدد من الخلايا، ويواصل انتشاره على هذا المنوال.
مصير السلالات الأقدم
وفيما يتعلق بالسلالات الأقدم من فيروس كوفيد 19 التي لم تتحور بعد، أشار «العوضي» إلى أن «نفس العوامل التي جعلت جينات الفيروس تتحور بحيث يصبح غير قادر على الانتشار، ستجعل السلالة القديمة تتحور في نفس الاتجاه أيضا، لافتا إلى أن هناك فيروسات سبق أن تلاشت واختفت بالفعل من الكرة الأرضية».
وأوضح أن التطعيمات تعتبر أحد الأساليب التي تساعد على انقراض الفيروس، حيث يحث التطعيم الجهاز المناعي على إفراز أجسام مضادة معادلة للفيروس، وفي نفس الوقت يفرز موادا تحفز نوع من الخلايا التائية، التي تُفرز مواد تدمر الخلايا المصابة.