أحمد قبل الحادث في صالة الألعاب الرياضية التي يعمل بها
لا يجد نفسه سوى بين الأوزان الثقيلة في صالات الألعاب الرياضية، يدرب الراغبين في تحسين أجسامهم وتحسين مستوى لياقتهم البدنية في عمله الذي يفضله، بعيدًا عن دراسته كطالب في كلية الحاسبات والمعلومات، إلا أن ثالث أيام عيد الفطر الماضي كان يحمل لـ أحمد ممدوح على، صاحب الـ21 عامًا، الكثير من الأسى والألم، ليأخذه بعيدًا عن صالات التدريب إلى رحلة جديدة بين المستشفيات.
على أحد الأرصفة بمنطقة «أربيلا» بالتجمع الثالث، وفي ثالث أيام عيد الفطر الماضي، انتظر الشاب الرياضي المتوج ببطولات ألعاب قوى على نطاق القاهرة، وسيلة مواصلات لتنقله إلى عمله في إحدى الصالات الرياضية التي يعمل بها مدربًا، وجلست بجانبه سيدة تحمل طفلها الرضيع، وفي لمح البصر تفاجأ الشاب بسيارة قادمة نحوهم بسرعة كبيرة وعدم توازن، وفي تلك اللحظات التي استغرقت ثوان كان تفكير «أحمد» في إنقاذ السيدة وطفلها من الموت المحقق، مد يده ليدفعها بعيدًا ليجد نفسه أسفل عجلات السيارة.
دقائق من فقدان الوعي التي دخل فيها المدرب الرياضي، ليفوق بعدها على صياح المارة محاولين اخراج قدمه من داخل مكينة السيارة، بعد أن تناثرت أجزاء منها على الطريق والتي لمها المسعفين في كرتونة، حسبما ذكر «أحمد»، وخلال انتظار قدوم الإسعاف كان والد الطفل ذو الـ15 عامًا وصل إلى مكان الحادث، وحاول اخفاء ابنه الذي كان ذاهبًا لحجز تذاكر السينما عن الأنظار، إلا أن دورية الشرطة أخذته إلى مقر الشرطة.
حالة «أحمد» الحرجة التي وصلت إلى قطع كلي في كاحل القدم اليسرى، وقطع غضروفي بركبة القدم اليمنى، وقطع في الرباط الصليبي الخلفي بنفس القدم، وكسر في عظمة الشظية، وكسر آخر في اصبع الإبهام اليمنى، وحروق من الدرجة الأولى، أغلقت أمامه أبواب المستشفيات، بعد أن أجمع أغلب الأطباء على ضرورة بتر قدمه اليسرى، وفي النهاية استقروا على خياطتها 72 غرزة.
عدة وعود خدع بها والد الطفل أدهم. إ، أسرة الولد الأكبر لوالديه بأنه سيتكفل بعلاجه، لكن سرعان ما تبخرت بعد أن حصل منهم على التوقيع بمحضر التنازل والصلح بالحيل والطرق غير القانونية، بل استأجر بلطجية للاعتداء على أسرة الشاب أمام إحدى المستشفيات، وتركهم بعد ذلك ضعاف الحيلة في رحلة إمتدت لعام مع الأطباء والمستشفيات المختلفة، لمحاولة لحاق قدم ابنهم التي فسدت من كم العمليات بها.
7 عمليات "ترقيع" أجراها «أحمد» كلفت والده الموظف السابق في هيئة النقل العام أكثر من 100 ألف جنيه، ليضطر لبيع كل ما يملك، والسلف من الأقارب والجيران، حيث إن معاشه 800 جنيه ولا يقدر على تكاليف العلاج، وعلى الرغم من ذلك فشلت أغلب تلك العمليات وأحدثت تشوهات في قدم الشاب، لتقضي على حلمه بالالتحاق بالكلية الفنية العسكرية، بعد أن تم تكريمه في مدرسته الثانوية العسكرية من اللواء الراحل محمد العصار، وزير الدولة والإنتاج الحربي السابق.
ثلاث عمليات ترقيع وسديلة يحتاجها الشاب العشريني، لاستعادة قدرته على الحركة مرة أخرى، تكلفتها تتعدى الـ 500 ألف جنيه بغير تكاليف العلاج والإقامة في المستشفيات، حسبما ذكر له أحد الأطباء، إلا أن قدرة والده المادية لا تسمح بتغطية تكاليف العلاج، خاصة بعد ابعاده من عمله بعدم قدرته على الإنتاج، نتيجة حالة الصحية، ومن حين لآخر يتكيء أحمد على عكازيه ذاهبًا للصالة الرياضية التي كان يعمل بها لإعطاء حصص خاصة لبعض المتدربين بـ100 جنيه، لعله يساعد والده على مصاريف شقيقته الكبرى وأخيه الأصغر.
تعليقات الفيسبوك