كيف تعيد طفلك إلى حضنك بعد تعافيك من كورونا: استخدم نبرة صوت هادية
أطباء: يجب عدم الانفعال على الأطفال أثناء التوعية والتحذير
فيروس كورونا والأطفال
ألقى وباء فيروس كورونا بظلاله على جوانب عدة من حياة الأطفال، فإلى جانب إغلاق المدارس، باتت التحذيرات المتتالية من الأهل على مدار اليوم، تتسبب في حالة من القلق الزائد من الممكن أن تؤدي إلى تبعات جسيمة، مثل تأخر النمو المعرفي والعاطفي والاجتماعي.
ونشرت منظمة الصحة العالمية توصيات في وقت مبكر من العام الماضي، للحفاظ على الصحة النفسية، وسارت على منوالها هيئات حكومية أخرى في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وغيرها.
تتزايد حالات القلق لدى بعض الأطفال في حال وجود مصاب بفيروس كورونا من أفراد الأسرة يخضع للعزل المنزلي، ومع توالي تحذيرات الأهل ومنع الطفل عن الاقتراب من الشخص المصاب قد يصل الأمر إلى حد خشية لمس الأشياء التي مر عليها المصاب من الأسرة خشية العدوى، فكيف نساعد الطفل على تجاوز تلك المرحلة وإعادة العلاقة الطبيعية بينهم وبين الشخص المصاب من جديد بعد التعافي.
حماد: من الضروري عدم توجيه النصائح للأطفال بلهجة حادة
الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، أوصت الأهل في الموجة الثانية من الجائحة، بعدم توجيه النصائح للأطفال بلهجة حادة أو بملامح وجه تعكس لهم حجم الرعب أو الخوف الزائد حتى لا يشعر الطفل وكأن الأمر خطير بما ينعكس عليه بالقلق الزائد والتوتر.
وتابعت «حماد»، في حديثها لـ«الوطن»، بالتأكيد على عدم الانفعال على الأطفال كنوع من تفريغ الطاقة السلبية الناتجة عن القلق أو الارتباك في البيت في ظل استمرار الجائحة وخاصة في حال وجود شخص مصاب بالأسرة.
وفي حال ظهور أي علامات قلق زائد أو توتر لدى الطفل أوصت استشاري الطب النفسي بضرورة توجه الأهل إلى طبيب نفسي متخصص لعلاج الطفل حتى لا تتطور الأزمة إلى متلازمة نفسية تستمر معه فترات طويلة.
الدكتور إيهاب الخراط، استشاري الطب النفسي، أكد أن كل تصرفات الأطفال التي تعكس حالة من الهلع والخوف، مصدرها في الأساس الأهل وطريقة النصائح، حيث تتراوح طريقة تعامل الأسر مع الإجراءات الاحترازية بين قطبين الاستهتار والخوف والهع الزائدين وكلاهما خطأ.
تفادي تعميم التحذير من كل شئ حتى لا يترسخ لدى الطفل فكرة الخوف من أي شئ
تفادي التعميم والتحذير من كل شئ حتى لا يترسخ لدى الطفل فكرة عدم الاقتراب من أي شئ وبالتالي يبتعد عن الاقتراب من والده أو والدته المصابة حتى بعد التعافي، وبحسب تصريحات «الخراط»، لـ«الوطن»، يجب التوعية والاحتياط دون تخويف الطفل من لمس الأشياء حتى لا يعتاد الخوف من لمس أي شئ.
وتابع «الخرط»، بالتأكيد على أهمية تشجيع الطفل بالكلمات الإيجابية والمحفزة للعودة إلى حضن والده أو والدته المصابة مرة آخرى بعد التعافي،«لازم منخوفش الطفل عشان ميتعودش يخاف يقرب أو يلمس أي حاجة وبلاش صيغة التعميم منقولش ليه أبعد عن أي حاجة عشان متتصابش»، بحسب تعبيره.