دمار بمسجد النجاشي جراء الصراع في أثيوبيا: قبور صحابة هجرة الحبشة تقصف
منظمة بلجيكية: المسجد تعرض للقصف والنهب من قوات إثيوبيا وإريتريا
الدمار الذي لحق بمسجد النجاشي وأضرحة الصحابة
أظهر تقرير للتلفزيون الإثيوبي الرسمي، صورا لمسجد النجاشي التاريخي وقد لحقت به أضرار كبيرة، بسبب المواجهات العسكرية في إقليم تيجراي.
وأظهرت صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل، تعرض المئذنة والقبة ومقابر صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى قبر الملك أحمد النجاشي، للدمار.
ويحتل مسجد النجاشي مكانة مهمة في إثيوبيا والعالم الإسلامي، باعتباره أول مسجد بني في قارة أفريقيا، ونقل التقرير التليفزيزني عن إمام المسجد شيخ آدم محمد إن القائمين على المسجد كانوا قد نصحوا قادة جبهة تحرير تيجراي ألا يبنوا المتاريس بالقرب منه حرصا عليه.
وأضاف أنه يشعر بالحزن لما لحق بالمسجد، ومهما كانت المسببات، كان ينبغي تجنيب المسجد الخسائر التي لم يسلم منها أي جزء من المسجد ومقابر الصحابة.
وقالت منظمة غير ربحية مقرها بلجيكا، تسمى برنامج أوروبا الخارجي مع أفريقيا، في ديسمبر الماضي إن المسجد تعرض للقصف أولا ثم نهبته القوات الإثيوبية والإريترية، مضيفة أن مصادر من تيجراي تقول إن أشخاصا قتلوا وهم يحاولون حماية المسجد، وكان الجيش الإثيوبي قد بسط سيطرته على منطقة النجاشي في 28 نوفمبر الماضي، إثر العملية العسكرية التي أطلقها ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
وتعهدت الحكومة الإثيوبية بترميم المسجد بعد ورود تقارير عن تضرره وتعرضه للقصف، وكذلك تضرر قبته ومئذنته وأضرحة يضمها المسجد، وقالت الحكومة إن كنيسة قريبة مسيحية أرثوذكسية تُدعى القديس عمانوئيل تضررت خلال الصراع سيتم أيضا ترميمها.
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي باللغة الأمهرية، قال نائب مدير هيئة الحفاظ على التراث الإثيوبية، أبيباو أيالو، إنه سيتم إرسال فريق لتفقد الأضرار التي لحقت بالمسجد والكنيسة قبل إصلاحهما.
و بني المسجد على أول بقعة عرفت الإسلام بأفريقيا، في قرية تحمل الاسم ذاته على بعد نحو 770 كم من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يعتبر المسجد من ضمن أقدس الأماكن الإسلامية الموجودة في العالم، على بعد 45 كم شمال مدينة مقلي، عاصمة إقليم تجراي ، ويوجد في القرية المسجد الشهير وأضرحة 15 صحابياً، وبجوارها قبر الملك النجاشي، الذي حكم الحبشة بين عامي 610 و630 ميلادية، واستقبل المهاجرين المسلمين الأوائل.
يعود تاريخ الصلاة في تلك البقعة التي يوجد بها مسجد النجاشي، إلى تاريخ هجرة المسلمين إلى الحبشة، حيث صلى 83 صحابيا من المهاجرين، عاد منهم للمدينة 61 صحابيا ودفن هناك 15 منهم خلف المسجد، بجانب ضريح نُسب للنجاشي ملك الحبشة.