في ليلة استثنائية.. عيد الميلاد بين بهجة الحضور وصعوبة الإجراءات
كنائس الإسكندرية تضع 7 قواعد للشمامسة في العيد
كنائس الإسكندرية تضع 7 قواعد للشمامسة في العيد
مقاعد فارغة وكنيسة هادئة، صوت التراتيل عبر مكبرات الصوت يقطع ذلك السكون، فالكنيسة التي كانت تتسع لأكثر من ألفي شخص، اقتصر الحضور فيها على العشرات فقط، يتناثرون عبر المقاعد الشاسعة في ابتعاد لا اقتراب على غير عادة الأعياد.
«الوطن» انتقلت إلى كنيسة السيدة العذراء مريم والملاك غبريال بشارع سيف شرق الإسكندرية، لتعايش الشمامسة الحضور الذين اقتصر عليهم قداس ليلة العيد برفقة كهنة الكنيسة، نتيجة لقرار البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، وسط تأمين أمني مكثف بمحيط الكنيسة، كان عشرات الشمامسة يترجلون بحلتهم الجديدة.
غابت عن وجوههم ابتسامة العيد، نظراً لارتداءهم الكمامة الطبية، إلا أن لمعة عيونهك تعكس مشاعر مضطربة بين فرحة حضورهم لقداس العيد، وحزنهم لغياب اهلهم وأصدقائهم عن الحضور معهم.
مع الساعة الخامسة مساءاً بدأ الشمامسة لوصولهم إلى الكنيسة، وبمجرد مرور الشخص من البوابة الاولى، يستقبله عمال الكنيسة، ويطبقون إجراءات قياس الحرارة والتأكد من تسجيل الشخص في كشوف الحضور، ومن ثم يعطونه رقمه المسلسل حيث يوجد مكان مخصص له في الكنيسة للتأكد من نظام التباعد الاجتماعى.
العدد المحدود الذي حددته الكنيسة من خلال التسجيل المسبق، ساعد في دخول الأشخاص بشكل فردي دون تكدس، نظراً لعدم حضور الجميع في موعد محدد حيث أنه تم السماح للدخول من الخامسة حتى السادسة والنصف، فيمر كل شخص عبر السلالام الشاهقة منفرداً بذاته، تلوح في ذهنهم حال تلك السلالام في قداسات الأعياد الماضية التي كانت تكتظ بالحضور الصاعدين للكنيسة أو الواقفين لعدم اتساعها لاحتضان هذا الكم، وهو الأمر المغاير هذا العام.
الحان العيد هو الشيء الوحيد الذي يشعر الحضور بحالة العيد، فلا سلام بالأيدي أو عناق، حتى أن الابتسامة مختفية أسفل الكمامة، فجميع طرق التواصل والتفاعل الحار الذي يتجلى في الأعياد، قد غاب عن الحضور مجبرين عليه لا مخيرين.
أبرز ما مميز ذلك القداس هو حالة النظام الدقيق الذي أحاط كافة تفاصيل الصلوات، بل وحركة الشمامسة الذين يتاح لهم الحركة وهما ما يعرفون بمسمى «خدام الهيكل» الذين يساعدون الكهنة في الصلوات والطقوس، فتم تخصيص شماس مسئول طول القداس عن «الشورية» الخاصة بالبخور، وشماس آخر عن توزيع المردات و«دورات البولس والابركسيس» وذلك كنوعا من النظام وتقليل الحركة داخل الهيكل.
القداس الذي يعد الأول من نوعه، حيث أن قداس عيد القيامة الماضي اقتصر على الكهنة و3 شمامسة فقط، الأمر الذي جعل هذا القداس منفردا من حيث كثرة التعليمات التي أعطيت للشمامسة فيما يخص الحركة والحضور والانصراف، ما جعله قداسا هادئا يشبه قداسات الأديرة، لكنه قد غابت عنه صخب العيد المعتاد.