معبد «حتحور» في «سرابيط الخادم» بأبوزنيمة قبلة للسائحين (صور)
سرابيط الخادم
تعد منطقة «سرابيط الخادم» التابعة لمدينة أبوزنيمة، في محافظة جنوب سيناء، قبلة السائحين من العاشقين للأثار المصرية، حيث كان قدماء المصريين يعتبرونها منجماَ للفيروز، وسميت جنوب سيناء بأرض الفيروز، نظراً لما تحويه من مناجم الفيروز العديدة.
وقال أحمد الشيخ، رئيس شعبة السياحة والفنادق بالغرفة التجارية بجنوب سيناء، إن منطقة «سرابيط الخادم» كانت منجم الفيروز المصري القديم، وكان المصريون القدماء يستخدمون ذلك الحجر نصف الكريم في الزينة والطقوس الدينية من عصر ما قبل الأسرات، واستمر حتى نهاية التاريخ المصري القديم.
وأكد رئيس شعبة السياحة والفنادق بالغرفة التجارية، أن جبال الفيروز توجد فقط بمناطق «سرابيط الخادم، ووادي المغارة، ووادى الصهو، ووادى النصب»، لا يوجد الفيروز فى مكان آخر في مصر، وليس بجنوب سيناء فقط، ومنه استمدت سيناء شهرتها وسميت بـ«أرض الفيروز».
وأضاف أن المصريين القدماء كانوا يطلقون على جنوب سيناء اسم «ختيو مفكات»، أي مدرجات الفيروز، وأيضاً «جو مفكات»، أي جبل الفيروز، وشيد المصريون القدماء، وسط مغارات الفيروز، في «سرابيط الخادم»، معبد «الإلهة حتحور»، التي تُعرف بألقاب «سيدة الفيروس، وإلهة الحب والموسيقى والجمال، وإلهة الرضاعة، وملاذ حورس، وراعية العمال».
وأكد أن هذا المعبد في منطقة «سرابيط الخادم»، هو أقدم معبد مصري في شبه جزيرة سيناء، شيده «أمنمحات الأول»، مؤسس الأسرة الثانية عشرة، ومن بعده تكفل الملوك المصريون بالبناء والإضافات للمعبد، حتى «رمسيس السادس».
واوضح أن المعبد شيد من الحجر الرملي النوبي، وتبلغ مساحته حوالي 2800 متر مربع، بطول 80 متراً، وعرض 35 متراً، وجرى تشييده فوق قمة جبل «السرابيط»، بارتفاع 750 متراً، وهو معبد فريد في موقعه ومحوره، حيث شيد على شكل حرف (L)، وقد شهد تعاون وتعايش بين المصريين و«الرتنو» الآسيويين، حيث عملوا سوياً في استخراج الفيروز، حيث تعلم «الرتنو» من المصريين الكتابة، فاخترعوا الأبجدية، التي تُعد أصل كل أبجديات العالم، وتوجد الأبجدية السينائية في مغارة «الطليحة»، بمنطقة «سرابيط الخادم»، وفي «أم كبيدة»، بوادي النصب، وفي وادي المغارة.
وتتبع منطقة «سرابيط الخادم» لقرية الرملة»، بمدينة أبو زنيمة، على بعد 140 كيلومتراً من نفق «الشهيد أحمد حمدي»، وجرى رصف وتأهيل الطريق بداية من المدينة حتى منطقة جبل «السرابيط»، التي يقصدها آلاف السائحين من مختلف جنسيات العالم سنوياً.
ويمكن للسائحين والزائرين صعود المعبد من «وادى بعلة»، مروراً بمنطقة «روض العير»، والتي تعد أهم موقع للنقوش الصخرية بجنوب سيناء، حيث يوجد بها نقوش يرجع تاريخها إلى الدولة الوسطى، وبعضها من الدولة الحديثة، كما يوجد بها نصوص تذكارية لبعثات التعدين، ومناظر لحيوانات الزرافة والنعامة والغزال، ومناظر متعددة لأنواع مختلفة من المراكب، وتستكمل رحلة الصعود للقمة، حيث يوجد أحد الدروب المؤدية إلى مغارة «الطليحة»، ثم إلى معبد «حتحور».
وأوضح «الشيخ» أن الطريق إلى معبد «حتحور» محدد وواضح، وهناك علامات إرشادية، مشيراً إلى أنه لابد من اصطحاب دليل من أهل منطقة «السرابيط»، وبعد زيارة المعبد، يمكن للسائحين التجول في المنطقة لمشاهدة النقوش التي تزين مغارات التعدين.