علي جمعة: فوضى الفتاوى نتجت من تصدر غير المؤهلين للفضاء الفسيح
الدكتور علي جمعة
قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إن المجلس يمثل السلطة التشريعية التي تقوم برسم القوانين، وما يجوز ولا يجوز في نطاق الإجراء المجتمعي، لافتا إلى أن المجلس بلجانه، وعددها نحو 25 لجنة، له طريقة عمل وخبرة طويلة منذ أيام الخديوي إسماعيل، وخبرة المصريين في هذه المجالس واسعة، واللائحة الداخلية للمجلس ترسم عمل اللجان.
وأضاف «جمعة»، خلال اتصال عبر سكايب ببرنامج «من مصر»، المذاع على شاشة قناة «cbc»، وتقدمه الإعلامية ريهام إبراهيم، أن اللجنة الدينية تمثل كل توجهات الشعب المصري، وتتكون من 9 أعضاء، وتجتمع يومي الاثنين والثلاثاء لوضع الموضوعات المثارة، وتتمثل في استكمال ما بدأته اللجنة في الفصل التشريعي الأول مما لم يكمل ودراسته، خاصة أن كل جزء يحتاج لدراسة واعية ومتأنية ومنصفة لا تتحيز عن رأي، ثم تناقش بطريقة علمية وتؤهل لأن يرفع ذلك لسدة مجلس النواب.
وأشار إلى أنه يهتم كثيرا بقضايا الأسرة، نظرا لأن الأسرة هي الوحدة الأولى للمجتمع وبأمنها وأمانها يتم رفاهة الإنسان، ونوعا من أنواع العدل الذي يحبه الله سبحانه وتعالى، والله إذا رأى عدلا في الأرض فإنه يبارك فيه، لدرجة أن كثيرا من العلماء ينصون على أن هذا العدل حتى وإن صدر من الملحد والكافر فإن الله يبارك في عمله، وهناك فرق بين الفعل والفاعل، فقد يكون الفاعل سيئا أو قد يكون نيته مفسدة ولكن إذا ما توخى العدل فإن الله يحب هذا الفعل.
وأكد أن كلمة الإفتاء تحتاج لثلاثة أمور، وهي إدراك النص سواء كان مقدسا مثل القرآن والسنة أو غير مقدس مثل اجتهاد المجتهدين، وهذا ما تقوم به المحافل العلمية في العالم لكن أيضا لا بد من إدراك الواقع نظرا لأنه نسبي ومتغير، ثم إنشاء «ملكة»، والتي تنشأ بالتدريب في كيفية إيقاع هذا النص الرباني على هذا الواقع المتغير لتحقيق المقاصد.
ولفت إلى أن هناك أمورا لا علاقة لها بالإفتاء ولا تسمى فتوى ولكن نرى في الإعلام العالمي تسميتها فتوى، لافتا إلى أن فوضى الفتاوى نتجت من تصدر غير المؤهلين والسماح لهم في الفضاء الفسيح، وهل تستطيع مصر أو أي دولة إغلاق السماء المفتوحة؟ أو السوشيال ميديا؟ والواقع لن يستطيع، لذلك يجب علينا أن نتعامل مع الحالة الجديدة.