القصة الكاملة لوفاة أكبر محفظ للقرآن الكريم بالمنوفية: مات بكورونا
الشيخ قزمل وسط طلاب العلم وأبناءه
كان آذان الفجر آخر ما سمعته أذناه في هذه الدنيا قبل وفاته مباشرة وفق ما أكده أبناء الشيخ الشحات إبراهيم قزمل، أقدم محفظ للقرآن الكريم في محافظة المنوفية، والذي أفنى أكثر من 60 عامًا من حياته على الأقل في خدمة كتاب الله وطلبة العلم من القرية والقرى المجاورة، حتى توفي عن عمر ناهز 80 عامًا متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.
https://www.facebook.com/ElWatanNews/videos/505950797041224
أمام مقابر والدهم بقرية كمشيش التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، تحدث أبناء الشيخ الراحل عن وفاة والدهم، وعينيهم تملؤها الدموع والحزن، فيقول إبراهيم نجيل الشيخ، «توفي وقت آذان الفجر وآخر ما سمعه من الآذان الله أكبر، حيث كان محجوزًا في العزل الصحي بمستشفي الشهداء وتوفي بكورونا»، مؤكدًا أن والده حفّظ القرآن الكريم لأكثر من 3 آلاف طالب علم علي مدار سنوات عمله، والتي قضى 60 سنة منها في خدمة كتاب الله.
يقول "السيد" نجل الفقيد، باكيًا، «شعرت بالحزن الشديد لوفاة والدي ولم أكن بجواره وقت الوفاة»، مؤكدا أنه كان يرافقه في العزل الصحي منذ بداية إصابته بفيروس كورونا ولكن قبل الوفاة بيوم واحد جاء شقيقه ليأخذ مكانه ليستريح.
وأضاف «بالفعل ذهبت للمنزل ثم فوجئت بهم يبلغونني بوفاة والدي»، قائلًا «يا ريتني مكنتش مشيت وفضلت قاعد معاه، الله يرحمه كان طيب، وكل الناس بتحبه، وفخور إنه والدي».
وشيّع المئات من أهالي قرية كمشيش، جثمان الشيخ الفقيد إلى مثواه الأخير، وسط حالة من الحزن الشديد، وأكد عبدالعزيز تعلب أحد أهالي القرية، أن الشيخ «قزمل» قد فتح «كُتابًا» في منزله لتحفيظ الأطفال والكبار القرآن الكريم، موضحًا أنه كان رجلًا صالحًا وكان محبوبًا بين جميع أبناء القرية وكل من تعامل معه، مؤكدًا أنه شارك في تغسيل الشيخ وكان وجهه يشع نورًا.
وقال «إبراهيم» نجل الشيخ المتوفي، إن والده كان دائم الجلوس في المسجد والمحافظة على أداء الصلوات والفرائض وذكر الله، مؤكدا أن والده وهب أغلب سنين حياته لتحفيظ الأطفال وطلاب العلم القرآن الكريم طيلة حياته لأكثر من 60 عاما، قضاها خادما للقرآن الكريم، موضحا أن والده كان طيب القلب ومحبوبا بين الطلاب وأهالي القرية.
وأضاف «قزمل»، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن والده كان مريضًا بالكبد منذ عدة سنوات وكان صابرًا على مرضه، محتسبًا ذلك عند الله، وقبل ثلاثة أيام اشتد عليه التعب، فقاموا بنقله إلى مستشفى الشهداء المركزي بالمنوفية، لإصابته بفيروس كورونا المستجد، وتوفي وقت آذان الفجر.
ونعة العشرات من أهالي القرية وطلبة العلم، علي مواقع التواصل الإجتماعي، من طلبة الشيخ الشحات إبراهيم قزمل، راجين الله أن يغفر له وأن يتغمده بواسع رحمته وأن يشفع فيه القرآن الكريم، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.