الداخلية تستجيب لـ«الوطن».. بعد 11 عاما بلاهوية.. «زياد» يولد من جديد
تخلى عنه والداه وظل دون شهادة ميلاد ولا تعليم
استجابة لـ"الوطن" بعد ١١ عامًا من الحياة "زياد" يولد من جديد بالفيوم
استجابةً لما نشرته «الوطن» حول قصة الطفل «زياد» الذي يبلغ من العمر 11 عامًا ولم يستخرج شهادة ميلاد له حتى الآن، أمر اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، ضباط السجل المدني بالفيوم بحل مشكلة «زياد» واستخراج شهادة ميلاد له.
واستقبل العقيد أحمد عبيد مدير السجل المدني بمديرية أمن الفيوم، الطفل في مكتبه واستمع إلى قصته وبحث الأوراق الخاصة بزواج وطلاق والديه، وعلى الفور حرر المحضر اللازم لكون «زياد» ساقط قيد، ثم أمر بتحويله إلى مركز الطب الحضري لتسنينه تمهيدًا لتسجيله في السجلات الرسمية واستخراج شهادة ميلاد له، وبالفعل تم تسنين «زياد» وتحديد تاريخ ولادته في يوم 1 يناير 2010، وتم تسليم الأوراق اللازمة، بعد توقيع والدته على إقرار بكونه نجلها ونجل زوجها السابق وكونه ساقط قيد.
ومن المقرر أن يتسلم «زياد» أول شهادة ميلاد له خلال 10 أيام من الآن، قائلًا إنّه لن ينام حتى يحصل على شهادة الميلاد بين يديه، ويصبح له هوية كي يتمكن من الالتحاق بمحو الأمية والالتحاق بالدراسة بالإضافة إلى أنّه سيبحث عن فرصة عمل في العاصمة الإدارية الجديدة رفقة أي صنايعية مثل العديد من أطفال القرية ولكن يشترط أن يكون الطفل حاصلا على شهادة ميلاد.
وبذلك يكون «زياد» قد وُلد من جديد بعد مرور 11 عامًا من حياته دون هوية ولا إثبات شخصية أو إثبات لوجوده على قيد الحياة، بعدما تركه والداه عقب انفصالهما وزواج كل منهما من شخص آخر، وبسبب عنادهما معًا لم يقوما بتسجيل زياد في السجلات الرسمية لدى الدولة، ولم يستخرجا له شهادة ميلاد، حيث تركته والدته لدى جدته دون أن تسأل عنه.
يومًا بعد يوم وعاما بعد عام مروا على «زياد» لم يلتحق بمدرسة ولم يدخل محو أمية ولم يفعل شيئًا سوى أنّه يعمل في بيع الخضروات على عربة كارو مقابل 20 جنيهًا يأكل ويشرب ويلبس منها هو وجدته، عائلًا الهم رغم صغر عمره، ينظر إلى أبناء الجيران من عمره وهم يذهبون إلى المدرسة صباح كل يوم حتى أصبحوا في الصف الأول الإعدادي، ويطلب منهم مشاهدة الكتب عقب عودتهم من المدرسة نظرًا لعدم دخوله المدرسة بسبب عدم وجود أوراق رسمية خاصة به.
وبعد بلوغ «زياد» 6 أعوام بدأ يُطالب والدته بتسجيله واستخراج شهادة ميلاد له ليتمكن من الالتحاق بالمدرسة فأخبرته أنّها لم تتمكن من الوصول لوالده وليس في يدها شيئا، ليبدأ «زياد» رحلة البحث عن إثبات هويته حتى أنّه ذهب إلى أحد المحامين طالبًا منه مساعدته في رفع قضية لإثبات نسبه، وظل 5 أعوام ينتظر الحكم الذي يتأخر عاما بعد عام، حتى نشرت «الوطن» قصته واستجاب المسؤولون له، ويجرى الآن استخراج شهادة ميلاد له.