العشش وفتة العدس و«اللبة».. عادات سيناوية شتوية
شمال سيناء
يميز الشتاء أهالي البادية في سيناء عن باقي المناطق، خصوصاً عند هبوب الرياح المحملة بالآتربة أو سقوط الآمطار، إذ إن لهم تقاليدهم وعاداتهم الموسمية، سواء في نظام النوم أو المأكل والمشرب، فإن الشتاء يأتي بطقوسه الخاصة.
يقوم أهالى البادية فى المناطق الصحراوية بعمل الاستعدادات الملائمة من عشش محكمة تقيهم من برود الجو أو هبوب الرياح المحملة بالآتربة أو الأمطار، حيث يشيدون العشش وعلى خارجها "سيرة"، أي ما يشبه السور الخارجى للمنزل، لكنها تتخذ شكل نصف دائرة من جريد النخل بارتفاع مترين أو أقل، ومحكمة الربط.
وفائدة السيرة أنها تحمى العشة من الرمال، وأيضا تحمي النساء من نظرات الجيران أو المارة.
يقول المواطن السيناوي سلامة الأحمر إن العشش غالباً اثنين أو ثلاثة متجاورين، وليس بينهم ساتر، وتكون أحداها للزوجة والأطفال، والأخرى للرجل والأولاد، أما العشة الثالثة تبعد مسافة لا تقل عن 50 متراً، وتكون لجلسات الرجال بما يسمى «المقعد» أو «الديوان»، وتخصص لاستقبال جلسات الرجال التى تبدأ من أذان المغرب وتمتد أوقات المساء.
أما عن الآكلات الشعبية الشتوية السيناوية، يقول محمد ترابين، إن أغلب ما يميز الأهالي في الشتاء بمناطق البادية، أنهم يكثرون من أكل فتة العدس، وعليها خلطات من الليمون والفلفل والبصل، والخضروات، لأنهم يعتقدون أن العدس يعطى الجسم طاقة حرارية ويساعدة فى التدفئة وتحمل برد الشتاء مهما كان قارساً، ولذا يكون الإقبال كبيراً على شراء العدس الشتاء، وربما يتم تخزينه.
الحاج صالح ترابين يضيف أن الشتاء يساعد في تناول الوجبات التي تطهى على نيران الحطب، مثل «اللبة»، وهي عجينة لا يقل سمكها عن سنتيمترين، وتتخذ شكلاً دائرياً بقطر 50 سنتيمتراً، ويتم طهيها فى النيران على رماد الجمر، ويتم أخراجها وتنظيفها، والعمل على فتها مع الطماطم والفلفل والبصل، بعد شوي صغار البطيخ، بما يطلق عليه "الشوي"، ويتم سكب زيت الزيتون عليها.