«بشائر حياة كريمة».. نبيل يودع برد الشتاء: زوجتي وعيالي بقوا في أمان
مبادرة حياة كريمة
منزل قديم متهالك، جدرانه متآكلة لم يمسها الطلاء يوما، أحجارها الحمراء بارزة متآكلة كضلوع الميت العجوز، سقفه يعاني من التصدعات لا يحمي من برد الشتاء القارس أو يمنع مياه الأمطار، يفقد كافة الخدمات التي يحتاجها الإنسان، في أيام معدودة تبدل حاله، حيث حولته مبادرة «حياة كريمة» لبيت تجذب ألوانه المارة، تتوافر فيه كافة المرافق ومتطلبات الحياة الآدامية ليحول معيشة سكانه لحياه أفضل.
فور أن وطأت أقدام منفذي مبادرة «حياة كريمة» محافظة سوهاج، تبدلت معهم معيشة كثير من المواطنين، من بينهم الشاب الثلاثيني نبيل عبود سعيد، ابن مركز طما، المتزوج ولديه طفلتان أعمارهما لا تتجاوز الثماني سنوات، حيث ساعدته المبادرة الرئاسية في تحويل مسكنه المتهالك إلى منزل تتوافر به كافة الإمكانات والخدمات.
المنزل كان يفقتر لكافة الخدمات ولا يحمي من برد الشتاء
بيت «نبيل» المكون من طابق واحد كان يفتقر لكل شيء، فهو بناء عشوائي نفذه بنفسه ليتزوج فيه، حوائطه من الطوب المستخدم سابقا والذي استخدمه في البناء، يفتقر إلى اساسيات حيث يستخدم الأسلاك الموصلة من الخارج والتي يمكن أن تعرض حياة سكانه للصعق، لا يوجد به أي طلاء «مكنش فيه حمام أو مطبخ كان مكان بستارة للحمام وحته تانية حاطين فيها بوتجاز صغير».
المنزل لم تكن مشكلته الوحيدة في البناء أو افتقاره لكافة أنواع الخدمات، وإنما أنه لا يصلح للعيش فيه تماما، فالتشققات في جدران المنزل تسمح للحشرات بالدخول إلى داخله «ببقي خايف على البنتين أي حاجة تقرصهم أو تعمل فيهم حاجة»، كما يسبب فصل الشتاء حالة رعب للأسرة، فيعيشون في برد قارس، فضلا عن مياه الأمطار التي تدخل من الفتحات المتواجدة في السقف.
لم يصدق الشاب البالغ من العمر 31 عاما في البداية أن هناك مبادرة تتولى مهمة تحسين حياة الموطنين دون أن يتقاضوا أي مبالغ، حتى جاء دوره ووجدهم يقرعون باب منزله، «قالولي إحنا من حياة كريمة وجايين نجدد لك البيت بتاعك ونشوف ناقصه إيه، ومكنتش قادر أصدق اللي بيحصل».
نبيل: البيت اتحول لحاجة تانية مع حياة كريمة وكل حاجة اتجددت
بعد أيام قليلة من عمل «حياة كريمة»، تسلم «نبيل» منزله، وكأنه تحول إلى مكان آخر، بداية من الخارج حيث جرى تجديد الحوائط وطلاؤها، وفي الداخل تم توفير مفاتيح الكهرباء، وغرفة نوم، مطبخ، وألوان للغرف مبهجة، «حسيت إني فعلا داخل بيت ينفع يتعاش فيه».
سعادة وفرحة شاهدها «نبيل» الذي يعمل في مقهى، في عيون طفلتيه وزوجته، فكانوا يجرون فرحا في كافة أنحاء المنزل، ينظرون بتأمل إلى الطلاء الجديد، وزوجته كان لا تصدق نفسها مما حدث في المنزل، «كلنا بقينا عايشين في سعادة من ساعة ما استلمنا البيت من سنه، وكلنا حالتنا النفسية بقت أحسن ومبقيناش نخاف من الشتاء أو إن الحشرات تدخل علينا».