استجابة لـ«الوطن».. تضامن الإسكندرية تسلم شقة لأسرة «ماسورة الصرف»
من «ماسورة الصرف الصحي» إلى «شقة سكنية».. قصة أسرة أنقذتها الدولة
بسام وأسرته من الماسورة إلى منزل
رحلة من التشرد دون مسكن أو مأوى، دامت لأكثر من شهر، عاشتها أسرة بسام المكونة من زوجته وأطفاله الثلاثة، بعدما تم طردهم من شقتهم المستأجرة، لعدم سداد الإيجار المتفق عليه مسبقًا، ليجدوا أنفسهم في الشارع وسط صقيع شتاء يناير، فلم يجدوا غطاءًا لرؤسهم سوى ماسورة صرف صحي، ممن تراكمت بشارع البصل بمنطقة الفلكي، ضمن خطة تطوير العشوائيات التي تعمل عليها الدولة المصرية، قبل أن تتحول حياتهم إلى نعيم بعد الجحيم، ومدت الدولة يديها لهم عبر تسليمهم شقة سكنية آدمية للعيش بها.
بداية القصة
22 يومًا من الأمطار والبرودة الشديدة، عاشها رجل وزوجته وأطفالهم الثلاثة، داخل ماسورة صرف صحي، بمنطقة الفلكي شرق الإسكندرية، كانت تمثل لهم المأوى والمسكن، في وقت لم يكن لديهم «4 حيطان» تحميهم من الشتاء القارس أو أعين المارة كي يحيوا حياة آدمية.
«بسام السيد»، 38 سنة، يعمل نباشا باليومية، كان يُكفي حاجة بيته بـ«العافية» على حد قوله، يقبعون في شقة صغيرة إيجارها لا يتجاوز 100 جنيه، إلا أنها كانت «أفضل من مفيش» قبل أن يصل لمرحلة لم يجد بجيبه ذلك المبلغ ليسدد إيجار مسكنه، فيتم طرده إلى الشارع برفقة أطفاله الذي لا يتجاوز أعمار كبيرتهم 8 سنوات، بينما صغيره 5 أشهر.
حياة أسرة في ماسورة صرف صحي
عانى الرجل وأسرته من عدم وجود مكان لقريب يحويهم فترة أزمته، حتى غرفة والده ووالدته كانت أضيق من أن تسع 5 أفراد آخرين معهم، فلم يجد سوى الشارع يفترش به سجادته وغطائه، إلا أنه مع شدة الطقس البارد، جاءته فكرة الاستنجاد بأحد مواسير الصرف الصحي الكبرى التي تم وضعها في شارع البصل بمنطقة الفلكي، تمهيدًا لتغيير الصرف الصحي للمنطقة، فقبع بداخلها هو وأسرته يحتميان فيها من الشتاء الشديد وارتفاع علو تراكمات المياه في تلك المنطقة النائية.
ومرت الأيام عليهم كالضهر، بين مطرقة الجو وسندان أعين الناس عليه وعلى زوجته، وهم يفترشان الشارع، حتى تم تداول صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، فبدء أهل الخير في التحرك: «مجموعة خدمية من جروب الفلكي كتر خيرهم وفروا لي مكان ابيت فيه أنا وعيالي مؤقتا لحد ما الظروف تتحسن»، هكذا وصف بسام نقلته من ماسورة الصرف الصحي إلى شقة في الدور التاسع بأحد عمارات المنطقة.
معاناة الأطفال
واصلت معاناة أطفاله، حيث إن ابنته رحمة صاحبة الـ5 سنوات تحتاج إلى عملية في عينها، وهو لا يقدر على ثمنها، وأن ابنته الكبرى صاحبة الـ8 سنوات، تأمل أن تلتحق بالمدرسة كي تتعلم مثل رفاق سنها.
مناشدة للحكومة
طالب «بسام» عبر «الوطن»، من القيادة السياسية، بتوفير مسكن لأسرته ووظيفة يكسب منها قوته للصرف على أسرته، حتى لا تضطره ظروفه الصعبة إلى البحث عن عمل منافي للأخلاق أو القانون، بالإضافة إلى احتياجه إلى استخراج شهادة لطفله الرضيع صاحب الـ5 أشهر، حتى يتمكن من الحصول على التطعيمات المخصصة له، نظرًا لعدم وجود أموال معه أثناء ولادته لاستخراج شهادة ميلاد بعد فقدان أمه لبطاقتها الشخصية.
وناشدت الزوجة سماح جمال الدين، جميع المسئولين بالتدخل، ليس لنفسها فقط، بل لأجل أبنائها الصغار: «إحنا عايزين المسئولين يشوفوا لنا حل مش عشان خاطرنا لكن عشان عالينا الغلابة دول اللي كل حد فيهم عنده مشكلة شكل».
تسليم شقة سكنية
بمجرد انتشار صور الحالة الإنسانية، وتصوير «الوطن» لمقطع فيديو لتلك الأسرة لعرض معاناتهم وطلباتهم، قامت مديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية برئاسة الدكتورة ماجدة جلالة، مديرة المديرية بالتحرك وعمل التدخلات اللازمة نحو الحالة.
وبمجرد انتهاء الأوراق المطلوبة، سلمت مديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية، شقة سكنية للأسرة التي كانت تقيم في ماسورة صرف صحي بمنطقة الفلكي، لعدم وجود مأوى لهم، استكمالا للمساعدات والدعم الذي تم تقديمه للأسرة في وقت سابق.