الموهبة هي تلك الفطرة التي يولد بها الإنسان، لا يمكن له أن يغفل وجودها، أو أن يحاول إخفائها، نظرا للعديد من الأمور التي تتعلق بتلك الجينات المسؤولة عن الموهبة التي تجبر صاحبها على السعي من أجل تحقيق الذات، والتحليق في عالم الشهرة.
القدر والحياة
مريم أحمد زينهم، فتاة عشرينية من منطقة اسطبل عنتر، دائما ما تقف أمامها الأقدار، ولكن مع ذلك تصر أن تصل إلى عنان السماء من خلال موهبة الغناء التي تبدع فيها.
طبقة صوتها تجبر الأعين علي البكاء، حال غناءها تلك الأغاني التي تتميز بالطابع الحزين: «مريت بمواقف كتير صعبة، لكن بابا وماما كانوا دايما جنبي وواقفين معايا، ونفسي أبقي مشهورة علشان أساعدهم وأرد لهم الجميل».
حادث سير كاد أن ينهي حياتها
منذ عام كانت قد تعرضت الفتاة لحادث سير كاد أن يودي بحياتها، لولا نقل سيدة لها إلى المستشفى في حالة إعياء تام: «كنت رايحه اشوف شغل، وواقفة علي الدائري وفجأة جات عربية وخبطتني، لدرجة إن وشي كله دخل في الأزاز، وعيني جت في عين اللي كان بيسوق».
لم يكن الجاني رحيما حيث ترك تلك الفتاة، وهرب، ليتولي المارة مساعدتها للوصول إلى المستشفي، وهناك كانت الصدمة بعدما علم الأب أن ابنته لن تتمكن من السير مرة أخرى، هنا كانت الصدمة الأولى، ولكن صدمة أخري لم تترك الرجل وهي أن الفتاة أصيبت أيضا بفقدان ذاكرة: «نسيت كل حاجة ومكنتش فاكرة غير اسم بابا، لكن مكنتش أعرف هو يقرب ليا إيه، والحمدلله عديت منها، وبعد كذا عملية قدرت أمشي تاني بعد تركيب شرايح ومسامير من تحت الركبة للحوض».
صوتها الشجي سببا في شهرتها
صوتها الشجي كان سببا في شهرتها بالمنطقة، الأمر الذي كان سببا في محاولة والدها مساعدتها في الوصول إلى استديو غناء، كي تتقن المهنة، وتحقق حلم حياتها: «كان فيه فرح في المنطقة، وروحت غنيت هناك والكل مكنش مصدق إن ده صوتي فعلا، وحاولت أوصل لحد يخليني أغني، لكن فشلت، وروحت مكان في مصر الجديدة، لكن قالي الشهر تدريب ب3 آلاف جنيه، وطبعا الحال مش ميسر لكل الفلوس دي».
تغني الفتاة كافة أنواع الفنون، وبشكل خاص تلك الأغاني الحزينة التي تعبر عن المشاعر الإنسانية الدفينة التي يسعي الجميع لإخفائها.
تعليقات الفيسبوك