وصلت للتكفير.. تفاصيل معركة صلاح جاهين ومحمد الغزالي
صلاح جاهين
كان الشيخ محمد الغزالي في الستينيات، ممثلا للصوت الإسلامي في دولة يوليو، وكان فاعلا وذي تأثير كبير، وفي المؤتمر الوطني الذي عقد لمناقشة الميثاق تحدث الغزالي وأبدى وجهة نظر نقدية، وكانت وجهة نظره؛ أن الأمة يجب أن تستقل في تشريعاتها، فلا تكون عالة على غيرها، وأن هذا هو الاستقلال الحقيقي، ومضى الغزالي يتحدث عن ضرورة وجود ما أسماه الزي الإسلامي المختلف عن الغربي.
وبحسب الكاتب وائل لطفي، في كتابه «دعاة عصر السادات»، فقد أثار طرح الغزالي، الشاعر صلاح جاهين، نجم ثورة يوليو في الشعر والرسم وداعيتها الأول، حيث سخر من الغزالي في مجموعة رسوم في صحيفة الأهرام حملت اسم (تأملات كاريكارتوية في المسألة الغزالية).
وبدوره، أصدر الغزالي، الذي كان مديرا للدعوة والمساجد، أمرا لخطباء المساجد بالهجوم على صلاح جاهين والأهرام، وخرجت مظاهرة كبيرة من الأزهر متجهة إلى الأهرام، التي قال الغزالي، إنها رفضت نشر رده على «جاهين»، ليهاجم الغزالي الصحافة التي اعتبر أنها حرفت كلامه، وادعت عليه ما لم يقله، واعتبر أن سبب ذلك هو الحقد على الإسلام الذي يمثله.
تكفير صلاح جاهين بسبب قصيدة:
ولم تكن معركة «الزي» هي المعركة الوحيدة بين الغزالي وبين جاهين، إذ كانت ثمة معركة أخرى في إطار معارك الغزالي ضد المثقفين في العموم، وصلاح جاهين بشكل خاص، ومنها معركة حول الحملة الفرنسية، وموقف علماء الأزهر منها، حيث كتب جاهين، يتهم علماء الأزهر بالهروب من أمام نابيلون، وكتب قصيدته الشهيرة (على اسم مصر) التي يتهم فيها علماء الأزهر بالتخاذل في مقاومة الحملة، وهو ما استفز الغزالي.
فإذ فجأة، قفز الغزالي ليتهم جاهين، بالكفر مباشرة، حين قال: «لست أستغرب من منكر لله أن يفتري على خلقه»، وكفر جاهين مرة أخرى، مستنكرا أن يكون مسلما حيث قال: «إن هؤلاء بداهة ليسوا مسلمينK فهل هم عرب كما يوصفون أم يتصفون؟» ويجيب بالنفي قائلا: «كلا.. إن هؤلاء سواء كانوا أجراء أم مخلصين أفضل لإسرائيل من كل أسلحة الدنيا التي ترد إليها»، وهو ما يعني أنه لم يكفر جاهين دينيا فقط، ولكن وطنيا أيضا.