من هو الموسيقار جمال سلامة؟.. «ملك الألحان»
الموسيقار جمال سلامة
أنامل تتحرك بسرعة ورشاقة بين مفاتيح البيانو، تخرج الألحان ناعمة قوية تخترق الوجدان وتذوب معها المشاعر والشجون، تصل بالآذان إلى نشوة تهز الروح وتحمل بصمة مميزة أصبحت معها موسيقاه مرادفا للإبداع، فليستحق الموسيقار جمال سلامة لقب «ملك الألحان»، بأعماله التي كونت جزءا كبيرا من الوعي الموسيقي للشعب المصري والعربي، وخلال السطور القامة نستعرض من هو الموسيقار جمال سلامة.
رحل الموسيقار جمال سلامة عن عالمنا اليوم، عن عمر يناهز 75 عاما، أخلص فيهم إلى الفن وقدم مجموعة من الأعمال التي ستخلد ذكراه في وجدان المصريين.
من هو الموسيقار جمال سلامة
حب الفن تسلل إلى وجدان الطفل الذى أطلق صرخات الميلاد في أكتوبر من العام 1945، منذ السنوات الأولى في بيت والده الفنان حافظ سلامة ما بين الأنغام والآلات الموسيقية فلم يكن أمامه سوى أن يصبع عابدا في محراب الفن، حتى اقترح والده أن يلتحق نجله بالمعهد العالي للموسيقى حتى يثقل المنحة الآلهية الخام لدى الشاب الصغير، وكأنه أراد شرب كل ألوان الفن عمل بجانب الدراسة مع كبار الفنانين منهم إسماعيل ياسين وثريا حلمى وشكوكو، كما عزف في فرقة أم كلثوم ولم يكن يتجاوز الـ 17 عاما وقتها.
لم يكتف «سلامة» بما يحقق في مصر فسعى خلف نجاح من نوع آخر، فسافر إلى العاصمة الروسية، للالتحاق بكونسرفتوار موسكو، وعاد إلى مصر عام 1976 حاملا درجة الدكتوراه. كونت موسيقى جمال سلامة جزء كبير من وعى المصريين، فموضع الموسيقى التصويرية لكثير من الأعمال الفنية، بخلاف تلحين مجموعة كبيرة من الأغاني لكبار الفنانين في مصر والوطن العربي، فهو صاحب موسيقى وألحان مسلسل «ذئاب الجبل» و«ألف ليلة وليلة» و«حبيبي دائما»، و«أفواه وأرانب»، حيث ألف خلال رحلة فنية ممتدة موسيقى تصويرية لما يقرب من 220 عملا ما بين السينما والدراما التلفزيونية والمسرح.
كما ذهب الموسيقار الراحل بالأعمال الدينية إلى بعد مختلف في أعمال منها مسلسلات «لا إله إلا الله»، «محمد رسول الله إلى العالم»، بالإضافة إلى «ساعة ولد الهدى» التى غنتها الفنانة ياسمين الخيام، حيث امتزجت نبراتها بألحان «سلامة» العبقرية التى ظلت حية لأكثر من 40 عاما في وجدان المصريين.
وعلى الجانب الغنائى تعاون الموسيقار جمال سلامة مع مجموعة كبيرة من الفنانين، حيث قدم مع سميرة سعيد أشهر أعمالها التى كانت بمثابة خطوات أولى ناجحة في مشوارها الفنى منها «قال جاني بعد يومين»، «مش حتنازل عنك»، و«احكي ياشهرزاد»، وأنتج تعاونه مع ماجدة الرومي أغنيتها الشهيرة «بيروت ست الدنيا» وقصيدة «الجريدة» من كلمات الشاعر نزار قباني، ومع الشحرورة أغنية «ساعات ساعات» من آخر أفلامها السينمائية «ليلة بكى فيها القمر»، كما عمل مع شادية في مجموعة من أشهر أعمالها منها «مصر اليوم في عيد».