«هاجر»: عشقت «المواويل».. وحلمي أطلع دكتورة شبه «مجدي يعقوب»
«هاجر» طفلة أبدعت فى غناء المواويل
بصوت قوى وإحساس عالٍ وراقٍ يشبهها، تبدأ فى غناء المواويل وأغانى أم كلثوم وعبدالحليم حافظ لتهرب بمن يسمع صوتها العذب إلى قمة السعادة.. «بدأت الغناء منذ أن كان عمرى 7 سنوات، فى مؤسسة آل مدرك للرعاية، ورغم أننى نشأت فى دار أيتام فإننى لم أشعر يوماً بأنى يتيمة، مؤسسو الدار بابا مدرك وماما منى بيتعاملوا معانا كأننا ولادهم، وكلنا فى مدارس لغات، ومشتركين بنادى القيصر».. هكذا بدأت الطفلة هاجر محمد التى تبلغ من العمر 14 عاماً حديثها لـ«الوطن».
«اليُتم في الأخلاق والتعليم بس.. وبنمِّي موهبتي في الغُنا وهدخل طب علشان أساعد الغلابة»
«هاجر» أضافت: «أنا فتحت عينى لقيت نفسى هنا فى الدار، بيتعاملوا معايا كأنى بنتهم بالظبط، بقول لهم بابا وماما، ماقدرش أقول الكلمتين دول لحد غيرهم لأنهم بيخافوا عليا من قلبهم وبيهتموا بيا، كمان كل المشرفين بيتعاملوا معايا كويس وبيحبونى، وفى يوم من الأيام لو وجدت بابا وماما الحقيقيين لن أحبهم مثل بابا مدرك وماما منى مسئولى دار آل مدرك للرعاية»، مؤكدة أنه تم اكتشاف موهبتها وحبها للغناء فى السابعة من عمرها، لذلك دعمها مسئولو الدار بكل الوسائل المتاحة لتنمية موهبتها الفنية، مشيرة إلى أن حلم حياتها أن تصبح طبيبة مثل «الدكتور مجدى يعقوب».
ولفتت إلى أنها تتدرب على السباحة فى نادى القيصر بمحافظة الإسماعيلية، إلى جانب كرة القدم، مضيفة: «حلمى أساعد كل الناس، مش عاوزة أشوف حد زعلان أو تعبان، ونفسى أوصل للكون كله، كلمة اتعلمتها من دكتورة فاطمة مديرة الدار، إن الإنسان هو اللى بيوفق الظروف، وإن اليتيم مش يتيم الأب والأم ولكنه يتيم الأخلاق والعلم والتربية، وأنا لقيت اللى ادّانى أدب وتربية وعلم، وعمرى ما حسيت إنى يتيمة لأن ربنا أعطانى أعظم أب (بابا مدرك) مؤسس الدار، وزوجته مدام منى». وأشارت إلى أن الموهبة تخلق الحلم، بشرط الإصرار والتحدى لتحقيق الحلم، قائلة: «لحد من سنة فاتت ماكنتش فاهمة يعنى إيه يوم يتيم.. ولا حتى كنت بحس إنى يتيمة.. لأنى دايماً شايفة أنا واخواتى إننا قاعدين فى بيتنا.. وكل الناس هناك بياخدوا بالهم مننا وبيهتموا بينا».
«هاجر» تروى: «حسيت إنى حققت جزء من حلمى، بدأت أغنى فى حفلات، ودخلت مسابقات غناء وتمكنت من اجتيازها بنجاح»، وتابعت: «اليوم الأهم فى حياتى يوم ما غنيت قدام الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن (أُمّنا)، فى الاحتفال بيوم اليتيم اللى فات، وكان بالنسبة لى خطوة مهمة فى حياتى، ووقفت دكتورة نيفين تصفق لى علشان عجبها صوتى، كانت مبسوطة بىّ، مما أعطانى دافعاً أقوى لتنمية موهبتى، وحلمى إنى أنمى موهبتى فى الغنا، وأدخل كلية طب علشان أساعد الغلابة».
وتابعت الطفلة الموهوبة: «دار الرعاية وفرت لى ولجميع إخوتى بالدار سبل الرعاية الكاملة، من تحفيظ قرآن يومين بالأسبوع من خلال الشيخ وبالتجويد، والصلاة فى جماعة، كمان فيه مسرح، وركوب خيل، وحتى الاستجمام بإحدى القرى السياحية بالغردقة فى العطلات الدراسية، مما يشعرنا بأننا وسط أهلنا الحقيقيين».
وأشارت إلى أن «يومها يبدأ بالمدرسة، التى حصلت بها على المركز الأول، واستذكار دروسها، ومتابعة تمارينها الرياضية بنادى القيصر، إلى جانب سماع بعض الأغانى خلال اليوم، مؤكدة أنهم تعلموا بالدار العزيمة والإصرار على تحقيق الحلم مهما كانت الظروف، وتأكيد أنه ليس هناك أفضل من إمكانياتنا، وعلمونى معنى الحب والحنية والعطف منذ نعومة أظافرنا داخل الدار وتربيتنا على يد الأم البديلة»، مشيرة إلى أنها تميل إلى سماع المواويل والاستماع إلى جميع أغانى أم كلثوم عقب الانتهاء من المذاكرة اليومية.