بناة السد العالي بأسوان.. المصريون لا يعرفون المستحيل
السد العالي
منذ ما يزيد على 50 سنة، وتحديدا في 15 يناير عام 1971، سطر المصريون واحدة من أعظم البناءات الحديثة في الفن الهندسي والمعماري، مثلت قوة وتحدي أبناء هذا الشعب، حتى روضوا النيل والجبال والصخور لبناء السد العالي.
بني السد العالي بعرق ودم مصري غالٍ، فأصبح معه المصري لا يعرف المستحيل، وذلك لحماية أراضي مصر والمصريين من الفيضانات العالية، التى كانت تدمر بعض الأراضي، بل وكانت أيضاً تضيع فى البحر المتوسط دون الاستفادة منها.
وبعد أن فكر المصريون في الاستفادة من كميات المياه الفائضة في سنوات كانت فيها المياه أقل من المطلوب، فوجب أن نبني سد عالٍ لحجز المياه والاستفادة منها في الوقت المطلوب.
حكاية شعب .. كلمات سطرت تحدي المصريين
وكانت كلمات أحمد شفيق كامل «حكاية شعب»، التي غناها عبدالحليم حافظ عام 1960 خير دليل على تحدي المصريين للواقع، من أجل بناء السد العالى، وجاءت كلماته: «الحكاية مش حكاية السد.. حكاية الكفاح اللى ورا السد، حكايتنا احنا.. حكاية شعب للزحف المقدس قام وثار، شعب زاحف خطوته تولع شرار.. شعب كافح وانكتب له الانتصار، قولنا حنبني وآدي احنا بنينا السد العالي، يا استعمار بنيناه بأيدينا السد العالي، من أموالنا بأيد عمالنا هي الكلمة وآدى احنا بنينا السد العالي».
ومع مرور الأيام والسنوات يبقى عمال بناء السد العالي هم مصدر الفخر لمصر عامة، بل والوطن العربي أجمع؛ إذ تحدوا الزمان والمكان من أجل تحقيق هذا الحلم، الذي أصبح حقيقة سطروها بعرقهم ودمائهم، فكلمات بناة السد الذين تجاوزوا الـ60 من عمرهم خير دليل على هذا الإنجاز؛ إذ أن واقع أمرهم وحالهم يقول: «لو أمرونا إننا نبني سد عالي هنبني ولو على أرواحنا».
ملامح طيبة شيدت السد العالي
بملامحه الطيبة ووجهه الأسمر الذى ظهرت عليه كبر السن، بعد أن تجاوز الـ75 عاما، مفتخرا شامخا، ولسان حاله: «أنا اللي بنيت السد العالي»، قال محمد عبدالله مُله: «والله لو طلبوا مننا إننا نبني سد عالي جديد هنبنيه واحنا في السن ده، محدش يعرف احنا بنحب بلدنا إزاي، مصر هي صاحبة الفضل علينا كلنا، ومشروع السد العالي هو الخير كله مش لي بس، ده خير لكل المصريين».
وتابع: «كنت سعيد ومازلت بمشاركتي في بناء السد العالي، وشرفت بذلك، وعملي به شرف وتاج على رأسي، وبدأت العمل في بنائه جنوب مدينة أسوان في عام 1965، في وظيفة فني، عقب حصولي على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية في نفس العام الذي تخرجت فيه، وبعد تخرجى بـ24 ساعة فقط تسلمت مهام وظيفتي، وهي عبارة عن فني تركيبات كهربائية.
ولفت الرجل السبعيني، إلى أن «المرتبات كانت مميزة، حيث كنت أحصل على 15 جنيها شهريا، وهو مرتب مميز في ذلك الوقت، وتم تسليمنا لمساكن ورفعوا لنا المرتبات ووصلت لـ20 جنيها، وهو ما دعانى للزواج مبكرا وفتح بيت وأسرة جديدة، وكانت سني لا يتجاوز الـ23 سنة، كنا نفخر بأننا نعمل فيه وأحكي كل فترة ذكرياتي لأولادي وأحفادى لأني فخور بذلك».
السد العالي يدار بتقنية حديثة
من جانبه، أكد المهندس محمد فرج الله، الرئيس الأسبق لشركة المحطات المائية بالسد العالي، أن السد العالي جنوب مدينة أسوان لا توجد أي مخاوف عليه؛ إذ أن رجال القوات المسلحة والأمن يؤدون دورهم الكامل في تأمينه، مشددا على أنه في أيدٍ أمينة، أما من الناحية الكهربائية فإنتاجه يدار بتقنية ونظام عالمي حديث، بل يفوق بعض المحطات الكهربائية الكبرى في العالم.
انطلاق شرارة الكهرباء عام 1976
وأضاف «فرج الله» أنه في شهر أكتوبر من عام 1967، انطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالي، وكان يعمل من خلال استخدام التكنولوجيا والمعدات الروسية، وهناك تطوير وصيانة مستمرة، منوها إلى أن عمره الافتراضي يصل لأكثر من 40 عاما قادمة، ولا يحتاج لأي من أعمال التطوير والتحديث حاليا.
وتابع الرئيس الأسبق لشركة المحطات المائية بالسد العالي: «وكل يوم بحمد الله نرى مزيد من إنشاء مجتمعات عمرانية ومصانع جديدة تحلق في سماء الوطن وتزيد من زيادة الرقعة العمرانية، خاصة في ظل الاعتماد على مصادر الطاقة الأخرى، مثل الطاقة الشمسية، وتم بناء إحدى هذه المحطات العملاقة في بنبان غرب مركز دراو بأسوان، وهو الذي جعل منه سد عال جديد في ظل القيادة العظيمة والحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي».
اقرأ المزيد:
-
السد العالي
-
أسوان
-
بناة السد العالي
-
محافظة أسوان
-
السد العالي
-
السد العالي في مصر
-
السد العالى
-
السد العالي في اسوان
-
فتح بوابة السد العالي
-
قوة السد العالي
-
السد العالي مصر
-
بناء السد العالي
-
تفريغ السد العالي
-
مشروع السد العالي
-
السد العالي لسه عالي
-
ذكرى بناء السد العالي
-
زيارة السد العالي بمصر
-
بناء السد العالى
-
وقوع السد العالى