«الإخوان والمال المشبوه».. فيلم وثائقي يتعقب شبكة تمويل الجماعة
مسلم: ارتكبوا حماقات وسقطوا أخلاقيا وسياسيا وكشف كذبهم وتجارتهم بالدين
الإخوان والمال المشبوه
بعنوان «الإخوان والمال المشبوه»، عرضت فضائية «سكاي نيوز عربية»، فيلما وثائقيا، يتعقب الشبكة المالية للإخوان، ويبحث في أصولها، وكيفية تكوينها، وكيف أسهمت ثورة 30 من يونيو في كشف كثير من أسرارها.
وقال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، إن الإخوان ارتكبوا حماقات ولم يسقطوا سياسيا فقط ولكنهم سقطوا أخلاقيا وكشف كذبهم وتجارتهم للدين والوطن والأموات.
وأضاف «مسلم» خلال الفيلم الوثائقي: أنه مما لاشك فيه أن جزء كبير من كيان الإخوان اعتمد على فكرة وجود الأموال بشكل ضخم لتلبية أهدافهم، والتي في ظاهرها الدعوة وفي الباطن الوصول للسلطة، مؤكدا: أن الإخوان إذا كانوا ناجحين في شيء آخر عن الكذب، فهم ناجحين في التجارة إذ تاجروا بالدين الإسلامي والأوطان وأيضا بالأموال.
وقالت نورة الحبسي، الباحثة بمركز تريندز للبحوث والاستشارات، إنه منذ اللحظة الأولى التي قرر فيها حسن البنا تشكيل جماعة الإخوان وضع نصب عينيه الاقتصاد كركيزة تمكنه لتعزيز حراك جماعته.
وأضافت الحبسي، أن جماعة الإخوان أمعنت في عملية احتكار تفسير الدين إلى أعتبار أنهم وحدهم من يفهم الإسلام بشكله الحقيقي، والتشكيك في إسلام كل ما لا ينتمي الجماعة، تمهيدا لإقصاء الآخر والاستئثار بالسلطة، كما حدث في بعض البلدان التي حدث بها ما يسمى بالربيع العربي، ما أدى لفشل الجماعة في بناء إجماع وطني بعد وصولهم للسلطة في هذه البلدان.
بدوره قال حلمي النمنم، وزير الثقافة المصري السابق، إن الجماعة استفادت من فترة الرئيس السابق محمد حسني مبارك: «دي كانت مسألة محيرة»، مضيفا أن جماعة «شباب محمد» استقلوا عن حسن البنا وانفصلوا عنه، بالتزامن مع الثورة الفلسطينية الكبرى، فبدأ «البنا» في جمع تبرعات من المصريين لكي تذهب للأشقاء الفلسطينيين.
وأوضح أن هؤلاء الشباب لاحظوا أن المبلغ الذي جمعه، اقتطع جزء منه «البنا»، أكثر من 250 جنيها، لإدخالها في ميزانية الجماعة، والمبلغ المتبقي، وهو قليل، قال إنه سيذهب للفلسطينين، واتهموه بالسرقة وانشقوا عنه.
وقال مختار نوح، محام «منشق عن جماعة الإخوان الإرهابية»، إن تمويل الولايات المتحدة للإخوان في أفغانستان كان غلافه الجهاد، وتمويل تركيا للإخوان غلافه الخلافة.
وجاء في الفيلم الوثائقي: «أزاحت ثورة 30 يونيو 2013 الستار عن إمبراطورية مالية ضخمة، كونتها جماعة الإخوان كداعم وسند لشراء الذمم والولاءات والأنصار، وتمويل المجموعات الإرهابية المنتمية للجماعة، أطاح المصريون بحكم الجماعة بعد عام واحد فقط، تكشف خلاله زيف وكذب كل الدعاوى والشعارات التي كانت ترفعها، بعد أن أوشكت مصر أن تتحول لساحة للاقتتال والصراع بين أنصار واتباع الجماعة وبين من هم خارجها».
وأضاف الفيلم: «أن عمليات الانفاق غير المسبوقة التي أنفقتها الجماعة في أعقاب أحداث يناير 2011 قدرت لما يقارب نصف مليار جنيه، كانت هي التطور الأكبر المثير للشك والريبة، تلك الأموال الضخمة خصصت للانفاق على الحملة الانتخابية لمرشح الجماعة في الانتخابات الرئاسية، ومن قبلها على مرشحها خلال الانتخابات البرلمانية».
وأشار الفيلم إلى أن عمليات الانفاق غير المحدودة شملت كذلك شراء وتجهيز عشرات المقرات للجماعة وحزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسي للجماعة بالقاهرة، وغالبية المحافظات والقرى والمراكز المصري، إضافة للمقر الرئيسي للجماعة.
وأوضح الفيلم التسجيلي: أنه في أعقاب ثورة 30 يونيو تكشفت مصادر الأموال المتعددة للإخوان وشملت الاشتراكات الشهرية التي يلتزم بسدادها كل عضو عامل بالجماعة والذين قدرت أعدادهم بمليون عضو، وكانت تدر دخلا يقترب من المليار ونصف المليار جنيه سنويا.
وكشفت: أن استثمارات الجماعة المعلنة وصلت إلى 100 مليار جنيه داخل مصر، يتم إدارتها عبر شبكة معقدة من الشركات، فيما تبين أن الجماعة كانت تستثمر أموالها في قطاعات وأنشطة مختلفة منها الإلكترونيات والزراعة واستصلاح الأراضي والصحة والبورصة وتوظيف الأموال وشركات الصرافة، وشكلت المدارس المملوكة للجماعة ركيزة أساسية في الممتلكات والأصول التي تم التحفظ عليها.