خالد عكاشة: العملية الشاملة للقوات المسلحة أنهت الإرهاب تماماً في سيناء
«الداخلية» استعادت قوتها بعد القضاء على التنظيمات المسلحة
خالد عكاشة
قال خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن فاتورة القضاء على الإرهاب كانت باهظة الثمن وغالية للغاية ودُفعت من دماء الشهداء وتضحيات الأبطال، وأضاف أن الشعب اختار الاستقرار وضحى بدماء أبنائه، خاصة فى القوات المسلحة والشرطة، فى التصدى للعمليات الإرهابية الغاشمة. وأوضح «عكاشة»، فى حواره لـ«الوطن»، أن جماعة الإخوان حالياً فى أضعف حالاتها بعد أن جرى تقويض الإرهاب والقضاء على الخلايا المنبثقة عنها .. وإلى نص الحوار:
مدير «المصري للفكر»: القضاء على الإرهاب كان مطلب 30 يونيو وضريبته غالية وهي دماء أبطال الجيش والشرطة
نعود بالذاكرة إلى طلب الرئيس السيسى إبان ثورة 30 يونيو تفويضاً لمحاربة الإرهاب.. كيف قرأت هذا التفويض ونتائجه حتى اليوم؟
- كان الرئيس يدرك جيداً خطورة الإرهاب، ويعرف أنه يشل يد الدول كما حدث فى سوريا وليبيا، لذلك كان شجاعاً فى التصدى للإرهاب منذ اليوم الأول لتوليه المسئولية، بل كانت الحرب على الإرهاب أحد مطالب ثورة 30 يونيو، والدولة استجابت للطلب الجماهيرى ودفعت الثمن غالياً جداً، وكان من دماء أبنائنا الشهداء من الجيش والشرطة، واختار الشعب أن يعيش حراً ليس مقيداً بسطوة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان التى كانت ترعى تلك التنظيمات فى سيناء.
حدثنا عن جهود الجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب حتى القضاء عليه.
- جميع المواطنين يشعرون بالدور الأمنى الناجح الذى نفذته القوات المسلحة والشرطة فى حصار الإرهاب والقضاء عليه، ففى بداية الحملة العنيفة عقب ثورة 30 يونيو كانت هناك شراسة فى العمليات الإرهابية واستماتة من جانب تلك العناصر على إسقاط مؤسسات الدولة، لكن الدور العسكرى والأمنى كان بارزاً فى مواجهة تلك التنظيمات، وأن الرئيس السيسى كشف ذات مرة أن القوات المسلحة كانت تحبط 2000 محاولة لتسلل الحدود من قبَل العناصر الإرهابية، خاصة فى الحدود الغربية من ليبيا، كما نجحت الشرطة فى الحفاظ على الأمن الداخلى ومواجهة عناصر الإخوان فى خلايا «حسم والعقاب الثورى وأجناد مصر».
الضربات الاستباقية من الجهات الأمنية كان لها دور كبير فى حصار الإرهاب.. وضح لنا هذا الدور.
- القوات المسلحة بدأت تنفيذ استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب والتصدى للعمليات التى استهدفت مؤسسات الدولة وقياداتها منذ عام 2014، كما نفذت خططاً محكمة وضربات استباقية مكثفة على مواقع تلك التنظيمات، والعملية الشاملة «سيناء 2018» نجحت فى القضاء على المرتكزات الجغرافية الإرهابية، وكذلك ضبط قيادات تلك الجماعات، وتقليص موارد تمويلهم، ونجاح مصر فى ملف مكافحة الإرهاب انعكس بشكل كبير على تحقيق الاستقرار والتنمية فى الداخل، كما انعكس على قدرة مصر للعودة إلى لعب دورها الدولى والإقليمى كقوة راسخة فى محيطها، فضلاً عن أن النجاح فى هذا الملف لا يمكن فصله أبداً عن رغبة بعض الدول فى العودة للتقارب مع مصر.
خاضت القوات المسلحة العملية الشاملة فى سيناء للقضاء على الإرهاب فى 2018.. ما تأثيرها ونتائجها اليوم؟
- كان للعملية الشاملة التى خاضتها القوات المسلحة فى عام 2018 تأثير السحر، وقضت على الإرهاب بشكل شبه تام من خلال تدمير الأنفاق ومحاربة الجماعات الإرهابية والقضاء عليها مثل «أنصار بيت المقدس وداعش سيناء» وغيرهما من الخلايا المسلحة، وشاركت جميع أسلحة القوات المسلحة فى تلك العملية حتى قضت على تلك العناصر، كما أسهم الدور البارز للشرطة من خلال جمع المعلومات عن عناصر الإخوان وتوجيه الضربات لهم فى الحفاظ على الأمن واستعادة أجهزة الأمن لقوتها فى الحفاظ على أمن المواطن وتحقيق الاستقرار الذى انطلقت منه الدولة نحو البناء.
خطورة الإخوان
المواطنون استشعروا خطر الإخوان، فالنسيج المجتمعى كان مهدداً منذ المؤتمر الذى خرج فيه محمد مرسى وقال: «لبيك سوريا»، وبالتالى كانت لديه النية لإقحام الدولة فى مساندة العصابات فى سوريا ودعم الجماعات الإرهابية هناك. والقوات المسلحة منخرطة بشكل كبير فى الحرب على الإرهاب منذ اليوم الأول لثورة يونيو، فحافظت على الحدود وخاضت معارك شرسة بسيناء التى كانت مرتعاً للإرهابيين، وعندما ضيقت الدولة الخناق عليهم حاولوا الانطلاق إلى الحدود الغربية واتخاذ ليبيا نقطة انطلاق لهم.