منذ زمن بعيد، اعتاد الغربة عن وطنه، حتم عليه عمله السفر إلى بلاد أفريقيا، حزم حقائبه شابا، وغادر مصر، ليتنقل خلال سنوات طويلة بين بلاد أفريقيا والشرق الأوسط، كخبير لتعليم اللغة العربية للعاملين بغيرها، يلقنهم دروسا في لغته الأم، ويعلمهم قواعدها، ورغم سنوات بعده التي امتدت لـ30 عاما، إلا أنه لم ينس وطنه للحظة، وبعد أن أنهى مهمته العملية قرر العودة إلى مصر، ليبدا في المرحلة التي سماها «مرحلة رد الجميل».
محمد النادي محمد، رجل عرف في محافظة أسوان وتحديدا في مدينة إدفو بالعمل التطوعي، دائمًا ما يرتبط اسمه بالأعمال الخيرية، فأصبح «النادي» رمزًا من رموز أسوان، يساعد المحتاجين ويحاول تحسين الوضع الاقتصادي للبسطاء، ما دفعه لإنشاء مؤسسة محمد النادي الخيرية، وأصبحت ذات صفة نفع عام بموجب القرار رقم 404 لسنة 2009.
يتحدث «النادي»، عن سياسيات مؤسسته الخيرية بأنها تعمل وفقًا للدولة وسياساتها في العمل التنموي المستدام 2020، والأفرع التي تخص التنمية الشاملة بمحاورها الأربعة، وأولها التنمية الاجتماعية التي تشمل بناء المسكن وملحقاته، والتنمية الصحية بأبعادها من كشف وتحاليل وتعليمات ومستشفيات، التنمية الاجتمااعية في محو الأمية القرائية والكتابية.
انتشار فيروس كورونا والطلاق، كانتا مشكلتين جديدتين تواجه «النادي» وأثرهما وطرق علاجهما، فضلًا عن أزمة القراءة للأطفال المتعسرين دراسيا في المرحلة الابتدائية، والمشترك الرابع هو التنمية الاقتصادية، من خلال تمويل الأسر المستهدفة بمشروع يتوائم مع متطلبات المجتمع وقدراتها على إدارة المشروع ليكون مشروع مستدام.
«النادي» استغل خبرته في اللغة وسخرها للعمل لخيري
على مدار 12 عاما، سخر مستر «نادي» جهوده في خدمة المحتاجين، على حد قوله لـ«الوطن»، «لما رجعت كان لازم أرد جزء من جميل مصر علينا لأن مصر دائما وأبدا اديتنا تعليم وشهادات مجانية، ومن خلالها سيفارنا وحسننا مستوانا الاقتصادي، «الذي أعطته مصر ولم يرد لها الجميل فهو سارق».
سعي كبير من «النادي» وأسرته لإنشاء المؤسسة الخيرية بتمويل خاص منه وزوجته وبناته، وأصبحت المؤسسة من المؤسسات القاعدية والمتوسطة، بدأت عملها في التنمية من عام 2016، مع مؤسسات عديدة مثل ساويرس للتنمية الاجتماعية، ومؤسسة بنك مصر وبنك الإسكندرية، ومؤسسة خير وبركة ومشروعات لمحاربة الفقر والتمكين الاقتصادي والاجتماعي.
منذ 2018، بدأ رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد النادي الخيرية، العمل على التنمية بمفهومها الشامل ومحاروها الأربعة، موضحًا أن المؤسسة أصبحت تتمتع بسمعة طيبة جدا بدليل العمل على مؤسسات كبرى ولها اسم.
كلمة شكر وجهها «النادي» لكل العاملين في المؤسسة لأن العمل قائم عليهم، ووجه نصيحة للجميع بأن يقدم كل إنسان كل مالديه لمجتمعه الصغير ولوطنه الكبير.
تعليقات الفيسبوك