«المتسربون من التعليم» جراح تنزف كل يوم
بينما ينشغل التلاميذ بالاستعداد لأول يوم دراسى فى العام الجديد، يجلس فى شوارع مصر وفوق أرصفتها آلاف الأطفال، وهم يرقبون بحسرة أقرانهم بزى المدرسة، يجلس «المتسربون» من التعليم بـ«هدوم الشغل» يقلبون دفتر ذكريات وأحلام الطفولة، بعد أن «طمستها» أعمال شاقة أرهقت أجسادهم الضعيفة، وانتهكت براءة طفولتهم بمبررات «قهرية» أحياناً، ولأسباب تبدو «تافهة» أحياناً أخرى. استسلموا لواقع أجبر أهاليهم على انتزاعهم من مدارسهم، ليقدموهم قرابين لـ«لقمة العيش»، واقع جعل التعليم فى مصر حلماً صعب المنال بالنسبة لأمثالهم، فخرجوا من رحم التعليم الإلزامى بسبب تهميش دولة أغفلت حقهم، فقط لأنهم من محدودى الدخل أو معدوميه، وفى المقابل يرون الدولة على شاشات التليفزيون تقدم كل الاهتمام لمدارس الأغنياء، فرفعوا شعار: «انفع نفسك، التعليم مش هينفعك».
«الوطن» تفتح ملف «المتسربين الصغار من التعليم»، الذين قال وزير التربية والتعليم إن عددهم يتجاوز المليونين، فيما يؤكد كتاب الإحصاء السنوى الصادر عن وزارته ارتفاع معدلات المتسربين من التعليم إلى 6.34% لحلقتى التعليم الأساسى (ابتدائى وإعدادى) للعام الدراسى 2011/2012، من سن 8 سنوات إلى 12 سنة. فى السطور التالية يروى بعض الأطفال المتسربين قصصهم الباكية مع التعليم، وكيف انتزعهم الفقر من مقاعد الفصل الدراسى، وانتزع معهم أحلامهم.. وأيضاً نقرأ «روشتة» الخبراء لمواجهة هذه الظاهرة، وخطط الدولة لإصلاح ما أفسده «دهر من الإهمال»..
إلى تفاصيل الملف:
بالأرقام: أسيوط تتصدر قائمة المتسربين فى الابتدائية بنسبة 1.38% والإعدادية 8.37%
3 حكايات من قلب «التسرب»: «رغم المرارة.. لسّه الأحلام ممكنة»
خبراء: منظومة التعليم والفقر والمعلمون.. أبرز أسباب التسرب
وزير التعليم: «الفرصة الثانية» يعيد 2 مليون متسرب إلى المدارس
عميد تربية طنطا: الظروف الاقتصادية تمنع 25% من طلاب المرحلة الابتدائية فى الريف من استكمال الدراسة