عميد تربية طنطا: الظروف الاقتصادية تمنع 25% من طلاب المرحلة الابتدائية فى الريف من استكمال الدراسة
قال دكتور محمد عبدالظاهر، العميد السابق لكلية تربية طنطا، إن أهم العوامل التى تؤدى إلى تسرب الأطفال من التعليم هو العامل الاقتصادى للأسرة، لافتاً فى حواره مع «الوطن»، إلى إن هناك نحو 25% من تلاميذ المرحلة الابتدائية لا يلتحقون بالمرحلة الإعدادية فى الريف والنجوع، بالدلتا والصعيد، بسبب ظروفهم الاقتصادية.
■ بداية، لماذا لم تسهم مجانية التعليم فى علاج مشكلة التسرب من التعليم؟
- ما نعرفه أن التعليم فى مصر مجانى بموجب الدستور والقانون، وإن كانت هناك مصروفات رمزية تُدفع من 40 إلى 50 جنيهاً، إلا أن هذه الرسوم حين تضاف إلى جانب الأدوات المكتبية التى يحتاجها الطالب أثناء فترة الدراسة، يصبح الأمر مكلفاً لبعض الأسر، التى لا تقدر على توفير تلك الأموال والاحتياجات، ومن ثم يكون قرارها الصعب وعلى غير رغبتها، هو انقطاع أولادهم عن الدراسة، ومن جهة أخرى، علينا ألا ننسى ظاهرة الدروس الخصوصية، التى أصبحت أساساً فى العملية التعليمية فى مصر، بدءاً من مرحلة التعليم الأساسى، أو الابتدائى، وصولاً للتعليم الثانوى، ومن يستمرون فى التعليم هم من يستطيع أولياء أمورهم تضمين ميزانيتهم المعدمة هذا البند المفروض عليهم، وهناك نحو 25% من تلاميذ المرحلة الابتدائية لا يلتحقون بالمرحلة الإعدادية فى الريف والنجوع، بالدلتا والصعيد، بسبب ظروفهم الاقتصادية.
■ هل ظاهرة التسرب من التعليم مرتبطة بنوعية معينة من المدارس؟
- علينا ملاحظة أمر مهم جداً فى ظاهرة تسرب الأطفال من التعليم، وهو أنها ترتبط دائماً بالمدارس الحكومية المسماة خطأً بـ«المجانية»، فنادراً ما نجد متسربين من التعليم فى المدارس التجريبية أو الخاصة، ما يؤكد أن البعد الاقتصادى للأسرة من أبرز العوامل التى أوجدت هذه الظاهرة، فلا يتخيل أحد أن رب الأسرة سعيد حين يتخذ قراراً بأن ينقطع ابنه عن التعليم، فكل أب يحلم لابنه أن يكون أفضل الناس، ولكن أحلامه تصطدم دائماً بواقع صعب، وعليه يكون قراره.
■ وما أهم الأسباب الأخرى التى تؤدى إلى انقطاع التلاميذ عن الدراسة؟
- بجانب العامل الاقتصادى للأسرة، مصر بها عدد كبير جداً من القرى يصل إلى 2000 قرية، لا يوجد فى الكثير منها أى نوع من المدارس، وبالتالى تصبح هناك مشكلة فى التحاق أطفالها بالمدارس الموجودة فى أقرب مدينة للقرية، حيث غالباً ما تبعد عنها كيلومترات، فضلاً عن صعوبات الطرق والانتقال، وهذا الأمر من معوقات استمرار التلاميذ فى الدراسة، خصوصاً الإناث منهم، لخوف أولياء الأمور عليهن، وفضلاً عن التكلفة التى على ولى الأمر تحملها فى الذهاب والإياب، فإن حوادث الخطف التى انتشرت بعد الثورة، زادت من مخاوف الأسر، خصوصاً فى المناطق النائية والمتطرفة.
■ وما الحلول التى من خلالها مواجهة تلك الظاهرة؟
- لا بد أولاً أن تكون المدارس قريبة من التجمع السكنى الذى يعيش فيه التلاميذ، حتى يسهل عليهم الاستمرار والالتزام بالفصول الدراسية، هذا إلى جانب توفير مجانية حقيقية فعلية، من خلال توفير مستلزمات الدراسة للطلاب، حتى لا يصبح تعليمهم عبئاً، على الأسرة.
■ وماذا عن المدارس ذاتها؟
- يجب أن تكون المدارس جاذبة للطلاب، ولا بد من حل جذرى للدروس الخصوصية، وتوفير وجبات مدرسية للأطفال، حيث يوجد كثير من الأطفال لا تتوافر لديهم الفرصة لتناول الثلاث وجبات التى يحتاجها الطفل لنمو جسده، مع ضرورة الاهتمام بالمعلم اهتماماً خاصاً، ورفع مستواه المالى، حتى يعطى كل مجهوده للطلبة داخل الفصول.