حكاية صديقين «حبوا يبقوا أغنياء» فقادتهما المخدرات للمفتي
هيئة المحكمة
كان الصديقان يعيشان حياة بسيطة للغاية، دائماً ما يعلنان تمردهما على تلك الحياة، يسعيان دائماً لمعيشة الترف والبذخ، متمنين أن «يلعب الزهر» معهما يومًا ما وتضحك الدنيا في وجهيهما ويصبحان من الأغنياء حتى لو اضطرا لانتهاج طرق غير مشروعة كتجارة المخدرات.
كانت مجرد فكرة عابرة على أذن أحدهما وقراراً بالنسبة للآخر، بدأ الصديق يوسوس لصديقه الذي طالما اقتسم معه كل شيء إلى أن أقنعه بالفكرة، وبالفعل بدآ في التنفيذ وجلب العديد من أنواع المواد المخدرة «الحشيش، الهيروين، والآيس»، والبدء في ترويجها على العملاء، وجني الأموال الطائلة من التجارة، التي وصلت إلى ملايين الجنيهات.
الصديقان «أدهم. ع. خ»، 37 عاماً، موظف بإحدى شركات المقاولات، و«إسلام. م. س»، 20 عاماً، فكهاني، اتفقا على شراء سيارة لكل منهما لتسهيل حركتهما، وأيضاً تسهيل توزيع المواد المخدرة، كان في مخيلتهما أن تجارتهما غير المشروعة لن تنكشف للغير، لكن النقلة النوعية التي حدثت في حياتهما لفتت الأنظار وبدأ الناس من حولهما يتساءلون من أين جاء هذا؟، إلى أن علم أحد الجيران القريب من أحدهما، بأمر تجارتهما، وذلك عقب تردّد العديد من المواطنين من الطبقة الغنية على منطقة الطالبية للسؤال عن أي منهما.
الشك تسرب في قلوب أهل المنطقة التي يقطنون بها بأنهما يتاجران في الممنوعات، إلى أن شاهدهما أحد الجيران وهو يستخرج من بين طيات ملابسه مواد مخدرة ويقتضي مبالغ مالية من أحدهم، وصل أمرهما إلى المخبر السري للمنطقة، وأعطى إشارة لضباط القسم لإجراء تحريات عنهما.
صدر إذن من النيابة العامة بضبط وإحضار المتهمين متلبسين، وكانت التحريات أكدت أن كلاً منهما يخرج من منزله في العاشرة صباحاً، فوقفت مأمورية الضبط على مقربة منهما حتى شاهدوهما، وقُبض عليهما وبتفتيشهما عُثر معهما على مواد مخدرة ومبالغ مالية، كما عُثر أيضا على 5 كيلو من المواد المخدرة في منزليهما، تنوعت بين الهيروين والحشيش، ومبلغ مالي 2 مليون جنيه حصيلة المواد المخدرة.
اعترف المتهمان تفصيلياً أمام النيابة العامة، بأنهما يتاجران في المواد المخدرة؛ بهدف تحقيق حلم الثراء السريع، وأُحيلا لمحكمة جنايات جنوب القاهرة المنعقدة في زينهم، التي أصدرت حكمًا بإحالة أوراقهما إلى فضيلة المفتي؛ لإبداء رأيه الشرعي في إعدامهما، وتحديد جلسة 14 سبتمبر للنطق بالحكم.
صدر القرار برئاسة المستشار محمد أحمد الجنزوري وعضوية المستشارين عماد مصطفى الشيوي وشريف محمد حافظ وأمانة سر أحمد فتحي وأحمد رفعت.