«ابتلعتهم الدوامة».. حكاية 3 أطفال لقوا مصرعهم داخل نهر النيل بالبدرشين
صورة تعبيرية
النيل بشكله الهادئ لا يوحي إطلاقاً أنّ في قاعه استقرّت جثث 3 أطفال انتفخت بطونهم وتغيرت ملامحهم وأذابت المياه بعضاً من أعضائهم، إذ أنّ الهدوء والسكون الذي بدا عليه النيل في قرية مزغونة التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة كان عامل إغراء للضحايا الثلاث الذين كانوا يحتفلون قبل أسابيع قليلة بنجاحهم وتفوقهم بالانتقال إلى الصف الثالث الإعدادي، إلاّ أنّ تلك الاحتفالات تحوّلت إلى أحزان واتشحت نساء القرية بالسواد تضامناً مع أهالي الأطفال الثلاثة الذين لقوا مصرعه إثر غرقهم في مياه النيل مساء يوم الخميس الماضي.
حوادث غرق متكررة شهدتها قرية مزغونة
حالة من الحزن الشديد خيّمت على القرية الصغيرة، فخبر الغرق لا يكاد يخفى على أحد من السكّان، إذ أنّ تلك المرة لم تكن الأولى التي تفجع القرية في وفاة أحد أبنائها بعد ابتلاع إحدى الدوامات داخل المياه له لتعلق قدمه بالشجيرات الصغيرة المنتشرة على سطح المياه، الأمر الذي يؤدي إلى شل حركته رغم مقاومته لقوة السحب إلاّ أنّ المصير المحتوم هو الانجذاب إلى أسفل النيل ومن ثم التعرّض لإسفكسيا الغرق.
شاهد عيان: عرفنا بخبر الغرق من «فيسبوك».. ومتطوعون بحثوا عن الضحايا في المياه
يقول أحد شهود العيان على الحادث إنّه بحلول الساعة التاسعة مساء يوم الخميس الماضي تفاجأ قاطنة القرية أنّ هناك صورا لطفلين هما يوسف طارق إبراهيم ومصطفى محمد نجيب، يظهر من ملامحهما أنهما في المرحلة الإعدادية منتشرة على صفحات «فيس بوك» وتطالب الأهالي والشباب بالبحث عنهما بالقرب من أحد أفرع النيل بالمنطقة: «لقينا صور مكتوب تحتها إنهم مفقودين وفي الغالب غرقوا في النيل ومحتاجين متطوعين للبحث عنهم»، ليهرع أهالي القرية على الفور إلى فرع النيل الضخم في المنطقة والذي ابتلع داخله عددا من الأطفال والشباب في فترات مختلفة، ويتابع شاهد العيان: «بعد البحث لمدّة 3 ساعات داخل المياه لقينا واحد من الأطفال دول وماكناش نعرف إن التاني مات ولكن هو ظهر لوحده على سطح المياه بعد ساعات قليلة من استخراج جثمان الغريق الأول وبعد 12 ساعة اكتشفنا إن في غريق تالت بس غرق في وقت تاني غير الحادثة بتاعت الطفلين».
أرادوا الهرب من حرارة الجو فابتلعتهم مياه النيل
ويشير الشاهد إلى أنّ الأطفال الغرقى كانوا أصدقاء وزملاء دراسة: «الضحايا أصدقاء أخويا الصغير في المدرسة، والحادث بدأ لما واحد منهم قال لصاحبه اللي كان بيتمرن في النادي وقت العصر تعالى نروح نعوم شوية في النيل الجو حر وبعدها نرجع البيت بس راحوا مارجعوش»، لافتاً إلى أنّ أحد الأطفال كان وحيد والديه وأنجباه بعد نحو 10 سنوات من الزواج «مامته شدت النعش من الناس المشيعيين عشان مايدفنهوش وكانت بتعيط ومنهارة وباباه في الجنازة ماكنش قادر يوقف على رجليه من الصدمة»، مطالباً بضرورة وضع تحذيرات أن المنطقة خطر وفرض عقوبات على من يسبح في مياه ذلك الفرع من النيل: «مافيش شط أول ما الواحد بيحط رجله بينزل في الغريق وبيتسحب لتحت وبيموت».