خبراء: البحر الأحمر منطقة واعدة اقتصاديا ستفتح باب الخيرات لمصر
«يوسف»: الإعلان قريبا عن أول بئر استكشافية في المنطقة
صورة ارشيفية
ينظر الخبراء إلى منطقة البحر الأحمر كمنطقة واعدة بها الكثير من الخيرات التي يمكن أن تساعد مصر بشكل كبير من خلال زيادة الإنتاج المحلي للمواد البترولية والغاز الطبيعي والتي ستساهم بشكل كبير في تقليل حجم الكميات المستوردة من المواد البترولية من الخارج.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، إن مناطق البحر الأحمر تحتوي على خليط من الزيت الخام والغاز الطبيعي، حيث تعتبر منطقة واعدة خاصة في ظل النجاحات التي حققتها المملكة العربية السعودية من خلال بدئها للبحث في البحر الأحمر واستخراج الزيت الخام والغاز الطبيعي بالفعل، وهو ما يؤكد غنى هذه المنالطق بالثروات الحقيقية.
وأضاف القليوبي، في حديثه لـ«الوطن»، أن مصر تمتلك خبرات منذ سنوات عديدة للبحث والاستكشاف في المياه العميقة وهو ما يزيد من فرص نجاح قطاع البترول في حالة توافر المواد البترولية.
وأشار القليوبي إلى أنه منذ حوالي 20 عاما كان لمصر قدرات كبيرة من الإنتاج البترولي من مناطق في خليج السويس، حيث كانت تصل إلى أكثر من 80% من القدرات الإنتاجية لمصر من الزيت الخام، كما أن المنطقة الحدودية بين مصر والسعودية من المتوقع ألا تقل أهمية عن منطقة خليج السويس.
وأوضح أنه من الممكن أن يكون هناك حقول يتم اكتشافها ذات إنتاج كبير وضخم ولكن حتى الآن لا نستطيع القول إنه سيكون هناك حقل غاز ظبيعي مثل حقل «ظهر»، وذلك نظرا إلى أن المنطقة ما زالت بكرا ولم يتم العمل فيها من قبل، كما أن المنطقة التي تم اكتشاف بها حقل ظهر كانت عبارة عن صخور كربونية وهي تتواجد بندرة لذلك لا نعلم إذا كان سيكون هناك حقل بنفس احتياطي حقل ظهر أم لا.
وأضاف القليوبي أنه من المؤكد أن تحتوي المنطقة على كميات كبيرة من الزيت الخام والغاز الطبيعي لتكون اقتصادية كبيرة، حيث إن السعودية استطاعت اكتشاف حقل «شعور» داخل المياه الإقليمية الخاصة بها ويبعد عن مدينة الغردقة بحوالي 185 كيلو مترا في عرض البحر والذي يحتوي على احتياطي بحوالي 17 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا، لذلك هناك تصور كبير لوجود مثل هذه الكميات داخل المياه المصرية.
ولفت إلى أنه تم بالفعل بدء تواجد حوالي 7 مستثمرين أجانب في منطقة البحر الأحمر منهم مستثمرون جدد وآخرون موجود بالفعل داخل السوق المصرية مثل شركات «شل» و«أباتشي» وغيرها، وأنه بحسب العقود التي تم توقيعها من جانب المهندس طارق الملا، وزير البترول، ورؤساء الشركات العالمية فإنه تم بدء العمل في هذه المناطق وتسليمها للشركات.
وفي نفس السياق، قال المهندس مدحت يوسف رئيس هيئة البترول الأسبق، إن منطقة البحر الأحمر هي منطقة بكر لم يتم حفر آبار للتنقيب فيها من قبل، واتخذت الدولة عدة إجراءات قبل طرح أي مزايدات خاصة بالمنطقة أو إسناد المناطق لشركات للعمل بها، وتتمثل هذه الخطوات في عمل الدراسات ومسح سيزمي على المنطقة.
وأضاف يوسف أن عمليات المسح السيزمي والبيانات الصادرة عنها تساعد بشكل كبير في تحديد المواقع التي بها احتمالية للاستكشاف فيها ووجود زيت خام وغاز طبيعي بها.
وأشار إلى أن هذه البيانات تساعد الشركات العالمية في تحديد المناطق التي ترغب في التقدم للعمل بها وكذلك تساعد في سرعة اتخاذ قرار المشاركة وبدء الحفر في المنطقة من خلال عمل بئر استكشاف.
ولفت إلى أن وضوح البيانات ودقتها يجعل الشركات العالمية تتخذ قرار بدء العمل بسرعة، كما أن هذه البيانات صادرة عن أكبر شركات عالمية متخصصة في مجال المسح السيزمي وتحليل البيانات، حيث شاركت شركتان في عمل المسح لمناطق البحر الأحمر إحداها أمريكية وأخرى إنجليزية.
وأوضح أنه من المتوقع حفر أول بئر استكشافية في منطقة البحر الأحمر في أسرع وقت وخلال الفترة المقبلة، خاصة وأن المناطق البكر تحتاج إلى دراسات مقننة ولها أبعاد أخرى تأخذها الشركات العاملة في الاعتبار نظرا إلى أن المنطقة جديدة ولم يتم البحث فيها من قبل.
وأضاف يوسف أن الشركات العالمية التي ستعمل في البحر الأحمر تاخذ في الاعتبار امتدادات التركيبات الجيولوجية في المناطق القريبة من مصر، مثل السعودية والتي استطاعت اكتشاف كميات غازية وزيتية مبشرة بشكل كبير عما يحتويه البحر الأحمر من كنوز وكميات من المواد البترولية، وهو ما يبشر بإمكانية تواجد كبير من هذه المواد داخل الحدود البحرية المصرية.
وتوقع رئيس هيئة البترول الأسبق الإعلان عن بدء حفر أول بئر استكشافية في منطقة البحر الأحمر البكر قريبا في إحدى المناطق الثلاث التي سيتم العمل بها من قِبل الشركات الفائزة في المزايدة الماضية، خاصة بعد التوقيع على العقود والاتفاقيات في يناير الماضي.